تقول شركة (OpenAI) إن نموذج (GPT-4) أحدث نموذج لغوي كبير في نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي هو الأكثر تقدمًا حتى الآن، وبفضل النجاح الهائل الذي حققه روبوت الدردشة (ChatGPT) الخاص بالشركة الذي استند في عمله إلى إصدار (GPT-3.5) السابق؛ تتهافت شركات التكنولوجيا إلى إدماج النموذج الجديد في منتجاتها.
تتطلع كل شركة تكنولوجية إلى إدماج الذكاء الاصطناعي التوليدي في منتجاتها للحصول على حصة في سوق الذكاء الاصطناعي السريع النمو، وهناك شركات كان لها السبق في ذلك بالفعل غير شركة مايكروسوفت – المستثمر الأهم في شركة (OpenAI) – التي تتقدم في سباق الذكاء الاصطناعي الحالي على الجميع تقريبًا حتى الآن.
إليك أبرز الشركات التي تستخدم نموذج GPT-4 في منتجاتها حتى الآن:
1- شركة لينكدإن:
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
بما أن شركة لينكدإن مملوكة لشركة مايكروسوفت بالطبع ستكون من أولى الشركات التي تقوم بإدماج نموذج (GPT-4) في منصتها، فقد أعلنت الشركة عن تقديم ميزات جديدة تهدف إلى مساعدة المستخدمين في تحسين ملفاتهم الشخصية ضمن موقع لينكدإن، ومساعدة موظفي الموارد البشرية في كتابة إعلانات البحث عن موظفين.
تستند ميزات لينكدإن الجديدة في عملها إلى نموذج GPT-4 لمساعدة المستخدم في توليد النصوص المناسبة التي تساعده في تحسين ملفه الشخصي، كما أنها متاحة حاليًا لمشتركي خدمة LinkedIn Premium المدفوعة.
2- شركة Duolingo:
أطلقت شركة (دولينجو) Duolingo، المطورة لتطبيق تطبيق تعلم اللغات الشهير خطة اشتراك جديدة في التطبيق تُسمى (Duolingo Max) تتيح للمستخدمين الوصول إلى ميزات جديدة تستند في عملها إلى نموذج (GPT-4) لجعل تجربة التعلم أفضل.
تقدم خطة (Duolingo Max) ميزتين جديدتين: الأولى تُسمى (اشرح إجابتي) Explain My Answer تتيح للمستخدمين الحصول على شرح لسبب صحة أو خطأ إجاباتهم، وطلب أمثلة أو مزيد من التوضيح، والثانية تُسمى (لعب الأدوار) Roleplay تتيح للمستخدمين ممارسة مهارات المحادثة مع شخصيات افتراضية داخل التطبيق، وهذه الشخصيات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي تتميز بأنها سريعة الاستجابة وتفاعلية، وتعطي المستخدمين اقتراحات وتعليقات لتحسين مهاراتهم اللغوية.
3- شركة Be My Eyes:
تأسست شركة (Be My Eyes) الدنماركية في عام 2015 بهدف جعل حياة الأشخاص المكفوفين وضعاف البصر أكثر سهولة، من خلال تقديم تطبيق يربط المستخدمين المكفوفين و ضعاف البصر بالمتطوّعين أو ممثلي الشركة الذين يمكنهم المساعدة في العديد من المهام اليومية.
ومن خلال مكالمات الفيديو المباشرة، يقوم المتطوعون بتزويد المستخدمين بالمساعدة البصرية في مهام تندرج من مطابقة الألوان إلى تحضير العشاء وغيرها من المهام.
وبمجرد الإعلان عن نموذج (GPT–4) أعلنت شركة (Be My Eyes) عن إدماجه في تطبيقها لتوفير ميزة تُسمى (المتطوع الافتراضي) Virtual Volunteer تقدم للمستخدمين وصفًا لما تراه هواتفهم من خلال قراءة الصور وتقديم نص يصفها، إذ يجيب عن أي سؤال حول تلك الصورة ويقدم مساعدة فورية لمجموعة متنوعة من المهام.
بدأت الشركة باختبار هذه الميزة في إصدار تجريبي مغلق من التطبيق في شهر فبراير الماضي للحصول على تعليقات عن أدائها بين مجموعة صغيرة من مستخدمي التطبيق، وتقول إنها تحصل على نتائج إيجابية، وستطرحها للجمهور في الأسابيع القليلة المقبلة.
قال (جيسبر هنريكسن) Jesper Henriksen كبير مسؤولي التكنولوجيا في شركة (Be My Eyes): “يتمثل الاختلاف بين نموذج (GPT-4) ونماذج التعلم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية الأخرى في القدرة على إجراء محادثة والحفاظ على السياق وتقديم اقتراحات بناء على الصور القادر على معالجتها”.
4- أكاديمية خان Khan Academy:
أعلنت منصة التعليم غير الربحية (أكاديمية خان) Khan Academy عن استخدامها نموذج GPT-4 لتطوير مساعد يستند في عمله إلى الذكاء الاصطناعي يُسمى (Khanmigo) سيعمل كمساعد افتراضي للطلاب ومساعد للمعلمين في الفصول الدراسية يساعد في المهام الإدارية لتوفير الوقت.
بدأت المنصة باختبار المساعد في عام 2022 ولديها خطط لطرح البرنامج التجريبي لعدد محدود من المشاركين أولًا، ويوجد الآن قائمة انتظار يمكنك الانضمام إليها لاختبار Khanmigo.
5- مؤسسة مورجان ستانلي (Morgan Stanley):
تحتفظ مؤسسة مورجان ستانلي (Morgan Stanley) للخدمات المالية والاستثمارية وإدارة الثروات بمكتبة محتوى ضخمة تحتوي على مئات الآلاف من صفحات المعرفة والرؤى التي تغطي استراتيجيات الاستثمار وأبحاث السوق والتعليقات ورؤى المحللين. وتوجد هذه الكمية الهائلة من المعلومات عبر العديد من المواقع الداخلية للمؤسسة في شكل ملفات PDF، مما يتطلب من المستشارين البحث في قدر كبير من المعلومات للعثور على إجابات لأسئلة محددة، ويمكن أن تستغرق عمليات البحث هذه وقتًا طويلاً جدا بالإضافة إلى أنها مرهقة للغاية.
وللتغلب على هذه المشكلة قررت المؤسسة أن تستفيد من نموذج GPT-4 لبناء روبوت دردشة تفاعلي (Chatbot) داخلي، يقوم بإجراء بحث شامل في مكتبة المحتوى الخاصة بها حول استراتيجيات الاستثمار وأبحاث السوق والتعليقات مما يسهل على المستشارين العثور على إجابات لأسئلة محددة بسرعة.
يتدرب الروبوت على كم هائل من النصوص والصور من الإنترنت ومن مكتبة المحتوى الفريدة الخاصة بالمؤسسة، ويستخدمه أكثر من 200 موظف كل يوم ويقدمون ملاحظات لجعله أكثر فائدة.
6- شركة Stripe:
أعلنت شركة (سترايب) Stripe للمدفوعات المالية عبر الإنترنت عن استخدامها نموذج (GPT-4) لتحسين بعض الميزات في منصتها عن طريق مسح مواقع الويب لفهم كيفية استخدام الشركات للمنصة وتخصيص الدعم وفقًا لذلك، واكتشاف الاحتيال.
بالإضافة إلى ذلك؛ تستخدم الشركة نموذج GPT-4 لتطوير مساعد افتراضي للمطورين يفهم أسئلتهم ويقرأ الوثائق الفنية ويكتشف الأخطاء ويساعد في إصلاحها، كما تستخدم Stripe أيضًا النموذج اللغوي لتحديد العناصر الضارة وإدارتها في منتديات المجتمع مثل: Discord.
7- شركة Intercom:
تستخدم شركة (Intercom) – وهي شركة برمجيات متخصصة في خدمة العملاء؛ إذ توفر للشركات وسائل للدردشة مع عملائها – نموذج (GPT-4) لتطوير روبوت دردشة تفاعلي يُسمى (Fin) وهو روبوت لخدمة العملاء يناسب احتياجات العمل.
وفقًا للشركة؛ سيتمكن روبوت (Fin) من التحدث بشكل طبيعي مع العملاء والإجابة عن الأسئلة المتعلقة بالأعمال كما يستطيع الروبوت فهم الاستفسارات للإجابة عن أسئلة المتابعة وتقديم توضيح إضافي. وفي حالة وجود أسئلة صعبة لا يمكنه الرد عليها يمكنه تمرير الأسئلة إلى فرق الدعم البشري بسلاسة.
8- حكومة أيسلندا:
إلى جانب شركات التكنولوجيا؛ تتعاون حكومة أيسلندا مع شركة (OpenAI) للحفاظ على اللغة الأيسلندية باستخدام نموذج (GPT-4)، إذ إن معظم مواطنيها البالغ عددهم نحو 370 ألفًا يتحدثون اللغة الإنجليزية أو لغة ثانية أخرى، كما أن اندماجها مع الولايات المتحدة وأوروبا قد عرّض لغتها الأيسلندية الأصلية للخطر.
ويوجد اليوم قلق متزايد من أنه في غضون بضعة أجيال، إذا لم تتمكن اللغة الأيسلندية من أن تظل اللغة الافتراضية للبلد فقد تواجه اللغة الانقراض بحكم الواقع. يعتز الآيسلنديون بلغتهم لتراثها الثقافي الغني وارتباطها بهوية الأمة، لذلك تحتفظ حكومة الدولة من خلال قسم تخطيط اللغة الذي يصوغ المصطلحات الأيسلندية للأفكار الجديدة، بدلاً من اعتماد ما يسمى الكلمات المستعارة من اللغات الأخرى.
وستسمح الشراكة مع OpenAI للحكومة بالابتكار في هذا السياق؛ مما قد يعزز أيضًا جهود OpenAI لإنشاء موارد للحفاظ على اللغات المنخفضة الموارد والترويج لها.