قال المؤسس المشارك لشركة مايكروسوفت (بيل جيتس) يوم الثلاثاء إن نموذج اللغة الكبير (جي بي تي) GPT التابع لشركة (أوبن أي آي) OpenAI هو أكثر التطورات ثوريةً في مجال التقنية منذ أن رأى لأول مرة بيئة سطح المكتب الرسومية الحديثة عام 1980.
وقبل ذلك، كان الناس يستخدمون أجهزة الحاسوب من خلال سطر أوامر، ثم أخذ جيتس تقنية (واجهة المستخدم الرسومية) GUI، وأسس عليها نظام التشغيل ويندوز، مما أدى إلى إنشاء قوة برمجية حديثة.
والآن، يرى جيتس أوجه تشابه بين (واجهة المستخدم الرسومية) ونماذج (جي بي تي)، التي يمكنها كتابة نص يشبه المخرجات البشرية، وإنشاء الأكواد البرمجية القابلة للاستخدام.
وكتب جيتس في منشور على مدونته الإلكترونية يوم الثلاثاء أنه تحدى فريق (أوبن أي آي) العام الماضي لتطوير نموذج للذكاء الاصطناعي يمكنه اجتياز اختبار علم الأحياء المتقدم. وحديثًا، سجل نموذج (جي بي تي-4) GPT-4، الذي أُطلق لعامة المستخدمين الأسبوع الماضي، الحد الأقصى من النقاط في الاختبار، وفقًا لشركة (أوبن أي آي).
وكتب جيتس قائلًا: «كانت التجربة بأكملها مذهلة. أدركت أنني رأيت للتو أهم تطور في التقنية منذ واجهة المستخدم الرسومية».
موضوعات ذات صلة بما تقرأ الآن:
كيفية التسجيل في روبوت جوجل Bard واستخدامه
كيف تستخدم جوجل الذكاء الاصطناعي لمساعدتك في تحسين نومك؟
وأضاف: «يعد تطوير الذكاء الاصطناعي أمرًا أساسيًا، مثل: إنشاء المعالجات الدقيقة، والحاسوب الشخصي، والإنترنت والهاتف المحمول. وسيغير الطريقة التي يعمل بها الناس، ويتعلمون، ويسافرون، ويحصلون على الرعاية الصحية، ويتواصلون مع بعضهم بعض». وتابع: «ستتمحور صناعات بأكملها حوله. وستظهر الشركات بمقدار إجادة استخدامها له».
ويُعد جيتس أحدث خبير تقني ذو شهرة واسعة يتخذ موقفًا في التطورات الأخيرة في الذكاء الاصطناعي بوصفها تحولًا رئيسيًا في صناعة التقنية. وينضم إلى الرئيس التنفيذي السابق لشركة جوجل (إريك شميدت)، والرئيس التنفيذي السابق لشركة أمازون (جيف بيزوس) اللذين توقّعا أن التعلم الآلي القائم على البيانات قد يغير الصناعات بأكملها.
ويرى الرؤساء التنفيذيون الحاليون أيضًا فرصًا تجارية كبيرة في تطبيقات الذكاء الاصطناعي وأدواته. إذ قال الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا (جنسن هاونج) يوم الثلاثاء إن المجال يشهد «لحظة آيفون»، وذلك في إشارة إلى الوقت الذي تظهر فيه تقنية جديدة يرى فيها رواد الأعمال فرصًا واعدة ومنتجات جديدة.
ويرتبط جيتس ومايكروسوفت بعلاقات وثيقة مع شركة (أوبن أي آي)، التي طورت نموذج (جي بي تي). إذ استثمرت مايكروسوفت نحو 10 مليارات دولار أمريكي في الشركة الناشئة، التي تبيع بعض برامج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها من خلال خدمات (أزور) Azure السحابية.
ويعتقد جيتس أنه يتعين على أولئك الذين يتحدثون عن الذكاء الاصطناعي أن «يوازنوا المخاوف» بين الأدوات المنحازة أو الخاطئة أو غير الودية وقدرتها على تحسين الحياة. ويعتقد أيضًا أنه يجب على الحكومات والمؤسسات الخيرية دعم أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين التعليم والصحة في العالم النامي، لأن الشركات لن تختار بالضرورة القيام بهذه الاستثمارات بنفسها.