يجلسون في أماكن مفتوحة تحيطها الأشجار وتعلوها زينة رمضان؛ من خيوط الأنوار والفوانيس وأقمشة الخيامية والقعدات العربى، هكذا خلقت عربات الفول التى تستقر في الأماكن الراقية مساحات مختلفة من المتعة في أثناء السحور، حتى أصبحت شبيهة بالسهرات الرمضانية يقبل عليها الشباب من مختلف الأعمار والعائلات أيضاً.
بدأ أحمد عامر مشروع عربة «فول أوبشن» للسحور في رمضان منذ عام 2017 في ميدان المساحة بحى الدقى بالجيزة بمشاركة صديق، ولاقت الخدمة التى يقدمها إقبال الزبائن فوسّع مشروعه بمشاركة 4 شباب آخرين في عدة مناطق راقية كان أبرزها الشيخ زايد والرحاب، ليغطوا الطلبات المتزايدة، ومن ثم تحولت تلك العربة إلى مشروع أكبر: «الموضوع كان بسيط بدون خبرة في البداية لكن وُفقت فيه بسبب الروح الحلوة بينا».
وجبات سحور بسيطة بعربة «فول أوبشن»
على «عربية فول أوبشن» قدم «أحمد» وجبات السحور البسيطة من الفول والطعمية والبطاطس والمخللات والسلطات، إضافة إلى طواجن الفول والبيض التى كانت حينها «موضة» ارتبطت بعربات الفول الشبابية: «كانت حاجة جديدة والناس حبتها» في ظل أجواء رمضانية مبهجة، ما أسهم في نشر فكرة عربات الفول في المناطق الراقية.
«عربة أحمد» تساهم في تشغيل الشباب
أسهمت «عربة أحمد» في تشغيل الكثيرين فيها، فالأمر لم يقتصر على الشركاء وأصدقائه، بل امتدت إلى جيرانه من الشباب والسيدات الذين كان يتعهدهم بتجهيز الطعام الذى يقدمه عليها وقت السحور: «حوالى 30 واحد كانوا شغالين وبيسترزقوا من وراها»، فضلاً عن زبائنها من المشاهير والفنانين: «ربنا كان مبارك فيها من غير دعاية، مرة نلاقى تامر حسنى جاى يتسحر، والراحل سمير غانم عدّى علينا في المساحة وقال دوقونى طعمية سخنة لو سمحتوا».
لا تتغير عربات الفول عن بعضها كثيراً في الشكل والهيئة، ولكن مع طارق محروس، تغير شكلها، فبلافتة طويلة بصور الكوميديان إسماعيل ياسين والفنان كمال الشناوى وأم كلثوم، ومشاهد من بعض أفلام الزمن الجميل وصور على الجدران المجاورة للعربة لقادة مصر السياسيين، وذلك أمام عربة فول بحى جاردن سيتى، وهى من أشهر عربات الفول والطعمية بالحى.
عمرها أكثر من 50 عاماً، إذ كان يعمل عليها والده صباحاً، وبعد وفاته، استمر ابنه في العمل عليها، وغيّر من شكلها ومواعيد عملها، لتكون في المساء فقط، ثم عادت خلال السنوات الماضية لتعمل صباحاً ومساءً.
زبائن عم محروس من موظفي الشركات
معظم زبائن «عم محروس» من موظفي الشركات الموجودة هناك، ويربطهم به علاقة قوية، فلا يفوّت أحدهم يوماً إلا ويتناول الإفطار على العربة، كما غيّر من شكل الطعمية، بدلاً من اشتهارها بالقرص العريض، أصبحت تُقدم كـ«صوباع طعمية»: «الموظفين أكثر الناس اللى بيفطروا من عندى، وبقدم شوربة عدس كمان، وبحاول أغيّر من شكل الوجبات الشهيرة بدل الطريقة الروتينية».