| إنقاذ حياة أم وجنينها بعد إجراء جراحتين بإشراف 30 طبيبا.. ملحمة داخل غرفة العمليات

مشاورات مستمرة ونقاش بين الأطباء من أجل إنقاذ حياة مريضة لديهم، تعاني من مشكلة في صمام القلب وتحمل في بطنها جنينها الأول، في تجربتها الأولى للحمل، إذ أصبح إجراء عملية جراحية ضرورة لبقاء الأم وجنينها على قيد الحياة، ولكن السؤال الذي وقف أمام الأطباء، هل تجرى أولًا عملية تغيير صمام أم الولادة؟

بدأت حالة الأم تتدهور خلال حملها بالشهر السابع، فهي مريضة بالقلب وأجرت عمليتي قلب مفتوح وقامت بتغيير صمام القلب مرتين، وبدأت حالتها تتدهور أكثر وتصل إلى مراحل الخطر خلال الأيام الماضية، بحسب حديث الطبيب رأفت حسن، مدرس أمراض النساء والتوليد بمستشفى جامعة الأزهر، لـ«»: «رفضت إنها تعمل عملية تغيير صمام بسبب خوفها إنها تتوفى وفي بطنها طفل صغير، والأطباء نصحوها بتغيير الصمام وكان تضحية منها إنها ترفض العملية، كانت خايفة لو حصل حاجة الطفل ما يكملش ويموت».

الأم وضعها تحت الملاحظة بعد رفضها إجراء عملية جراحية بالقلب

ووفق مدرس أمراض النساء والتوليد بمستشفى جامعة الأزهر، بعد أن رفضت إجراء عملية جراحية لتغيير صمام القلب، أصبحت المريضة تحت الملاحظة المستمرة بمستشفى الحسين الجامعي، وأبلغناها بخطورة حالتها: «بعد شهر ونص، مع أول الشهر التاسع لحملها، بدأت نفكر إننا ممكن نولد الطفل، وحصل تعاون بين أطباء القلب وجراحة القلب والصدر والنساء والتوليد والتخدير للوصول إلى الطريقة المناسبة للعمليتين بإشراف 30 طبيبا وممرضة».

البحث عن القرار المناسب لإنقاذ حياة الأم وجنينها

نقاش مستمر، ومحاولات للوصول إلى حل مناسب لتلد السيدة طفلها، وتجرى عملية تغيير صمام القلب بنجاح، بحسب الدكتور «رأفت»: «كان النقاش بيدور حول نولد ولادة قيصرية الأول، ولا نعمل تغيير للصمام، لكن ممكن نخاف وقت ما نطلع الطفل يحصل انخفاض في ضغط الدم وده ممكن يوقف القلب خالص، لو عملنا عملية القلب الأول وتوقف القلب الطفل مش هيوصلوا دم وممكن يتوفى».

 إجراء عمليتين جراحيتين في وقت واحد

اتفق الأطباء على أصعب الخيارات المتاحة لديهم، وهي إجراء العمليتين مع بعضهما، وفق طبيب النساء والتوليد، مؤكدا أن شجاعة الأم بالموافقة على إجراء جراحيتين في وقت واحد، واحدة في القلب وأخرى ولادة، هي تضحية وشجاعة لا تتكرر كثيرًا: «ربنا كرمنا والطفل طلع سليم ودخل الحضانة يوم والحمدلله حالته مستقرة».

 أطباء جراحة القلب والصدر داخل غرفة العمليات 6 ساعات متواصلة

بعد أن أنهى طبيب النساء والتوليد دوره بالعملية، استمر أطباء جراحة القلب والصدر لمدة 6 ساعات داخل غرفة العمليات لتركيب صمام القلب، وتم إصلاحه بنجاح، وفق الطبيب: «الأم أصبحت في حالة جيدة وبتطمئن على الطفل من وقت للتاني، الموضوع كان صعب وكان في ضغط نفسي وعصبي كبير لإنقاذ حياة الأم والطفل».

دور كبير قام به الأطباء لإبقاء الأم وجنينها على قيد الحياة، بداية من أطباء جراحة القلب، الدكتور أحمد عبد العزيز والدكتور رامي إبراهيم، وأطباء التخدير الدكتور محمد القصاص والدكتور أحمد الشيشيني، وأطباء النساء والتوليد الدكتور رأفت حسان والدكتورة نهى صبري والدكتور عمرو شلقامي.

دور الممرضات في العملية الجراحية.. «طبطبة وهزار»

كان للممرضات دورًا بطوليًا أيضًا داخل العملية، إذ حاولوا تهيئة المناخ المناسب للأم والتهوين عليها حتى لا يحدث له أي قلق أو خوف، يؤدي إلى زيادة الحمل على القلب، بحسب «رأفت»: «كانوا بيلطفوا الجو من المريضة وبيهزروا معاها وبيطبطبوا عليها علشان ما يحصلش أي حمل على القلب، وبنحاول إننا مانبينش أي ضغط أو توتر أو ألم وإحنا بنجري العملية».