على الرغم من حرص المسلمين على تأدية صلاة التراويح في شهر رمضان أو الجمعة طوال العام من داخل ساحة المسجد، إلا أن البعض قد تعوقه ظروف عمله أو مرضه من الذهاب إلى المسجد ويضطر إلى أداء الصلاة منفردًا، ما جعل عدد كبير منهم يتساءل عما إذا كانت تجوز صلاة يوم الجمعة أو التراويح في رمضام خلف المذياع أو التليفزيون أم لا؟ وهو ما سنجيب عليه في السطور التالية.
حكم صلاة الجمعة خلف المذياع أو التليفزيون
أجاب الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، على سؤال «هل يجوز الصلاة منفردًا أو مع آخرين خلف جهاز الإذاعة أو التليفزيون في المنزل أو مكان العمل؟»، موضحًا أن الصلاة خلف المذياع تتنافى مع نص القرآن: «الله عز وجل يقول في سورة الجمعة: يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فإسعوا إلى ذكر الله»، مضيفًا أنه لذلك لا يجوز الصلاة في المنزل خلف المذياع إذ أن «السعي» يعني الانتقال من مكان إلى آخر فأمر الله بالانتقال إليه.
حكم صلاة التراويح خلف المذياع أو التليفزيون
وأضاف «الجندي»، في حلقة برنامج «لعلهم يفقهون» المذاع عبر فضائية «dmc»: «وقال الله في خطابه لسيدنا النبي: وإذا كنت فيهم فأقمت لهم الصلاة فلتكن طائفة منهم معك.. معك ده ظرف مكان، يعني لازم يكونوا مع بعض، مينفعش الإمام في مكان والمأموم في مكان آخر»، وهو ما يؤكد أن صلاة التراويح في شهر رمضان لا تجوز في حال كانت خلف المذياع أو التليفزيون».
ولم يعتبر عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ خالد الجندي أن الصلاة خلف المذياع أو التلفزيون داخل المنزل أو مكان العمل كسلًا أو تراخي عن الصلاة أو استسلام للظروف فقط، وإنما شدد على أن من يتصور أنه تجوز الصلاة خلف المذياع يأذن بخراب المساجد: «ده أخطر ما في الأمر.. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ»، مشيرًا إلى أن هذا الفكر سيولد بداخله القناعة بأنه لا داعي للذهاب في المسجد، بل وقد يتطور الأمر لِما هو أبعد من من ذلك بكثير: «ده كمان ممكن يقتنع أن الصلاة خلف التلفاز أو المذياع تكفيه عن عُمرة.. يعني ممكن يطوف ويسعى خلف التلفاز!».