| أقدم وثيقة ملكية لمحل مخلل في مصر.. أصدرتها المحاكم المختلطة في عام 1904

ركن جانبي متفرع من أحد شوارع حي البساتين بمحافظة القاهرة، ينفذ منه رائحة المخلل بكل أنواعه، كلما اقترب المترجل على قدميه من مصدر الرائحة، اتضح له جليا اسم له تاريخ طويل في تلك الصناعة، سبق بها المنافسون وجذب بها المشاهير في أزمان متفاوتة تمتد لأكثر من مائة عام.

وثيقة المحل عمرها 120 عاما

رجال وشباب أحيطت بهم براميل كبيرة وأوعية ممتلئة بمختلف أنواع المخلل الشهي، يسابقون الزمن لتسليم طلبات زبائنهم قبل أذان المغرب، حيث يزداد الإقبال في شهر رمضان على شراء المخللات، يحافظون على اسم كبير يبلغ عمره 120 عام تقريبا، وبات الأقدم في مصر بين محلات بيع المخلل، بحسب عبده أمين، أحد الورثة لواحد من أقدم محلات المخلل في مصر، في بداية حديثه لـ«»، استنادا إلى وثيقة ملكية المحل.

داخل خزنته الشخصية، احتفظ «عبده» بوثيقة ملكية المحل، التي يعود تاريخ إصدارها إلى عام 1904، وصادرة عن المحاكم المختلطة، والتي تثبت حقه وحق الورثة جميعا في محل جدهم الأكبر، «زمان كانت التراخيص من المحاكم المختلطة في مصر والوثيقة دي عمرها حوالي 120عاما، بتثبت إننا أقدم محلات المخلل في مصر»، حيث توارثته الأجيال، وتولى إدارته الأحفاد وهو واحد منهم، بحسب تعبيره.

منذ أن كان فى مرحلة التعليم، احترف الحفيد «عبده» صناعة المخلل، كما تعلم من والده وجده، شب وشاب هنا في المحل التاريخي الشهير حتى بات له زبون خاص يأتيه من بعيد، حفظ طلباتهم «كان المميز عندنا على مدار أكتر من 100 سنة هي مية الدقة بتاعت الطرشي، لكن طورنا نفسنا عشان نواكب التطوير ونحافظ على الزبون»، كما يقول الوريث الأربعيني الذى يبدع في إرضاء أذواق زبائنه.

أنواع مختلفة من الفواكه المخللة

أنواع متفاوتة ومعروفة من المخلل تملأ محل الأمين للمخللات، يتوسطها أنواع غريبة لأول مرة لم ينافسهم فيها أحد بالصنعة، حيث يبدع القائمون على المحل في تخليل الفواكه بطريقة جديدة وغير تقليدية، «عندنا المانجة المخللة والتفاح والخوخ المخلل ودي حاجة جديدة اتميزنا بيها»، بحسب تعبيره.

غرابة تخليل الفاكهة التي أبدع فيها المحل الأقدم في مصر لم تتوقف عند ذلك، بل يجيد الحفيد الوريث سر صناعتها على طريقة بلاد مختلفة، «بنخلل كل فاكهة زي كل دولة مشهورة بيها من دول الخليج وبلاد الهند»، مستفيدا في ذلك بتجربة سفره إلى دول مختلفة وتعلمه طريقة تخليل منتجاتها بشكل مباشر.

لاعبو النادي الأهلي زبائنه

زبائن «الأمين» لا يقتصرون على أهل منطقته والمناطق المجاورة فقط، بل تجاوز بحرفته حدود ذلك بعدما ذاع صيته: «من زمان كان في ناس مشاهير بيشتروا من عندنا وكابتن حسام عاشور لاعب الأهلي السابق ولا عبين من النادي كانوا من الزبائن الأساسية عندي»، بحسب قوله.

توصيل للمحافظات

مخللات «الأمين» تصل إلى المحافظات أيضا، حيث زاد الطلب على الفاكهة المخللة في كثير من المحافظات، «بقينا نطلع كمية طلبات إلى المحافظات وبنوصل أونلاين للبيوت»، مؤكدا أنه يسعى دائما للحفاظ على تاريخ المحل بمساعدة أخيه، حتى يتوارثه الأجيال.