الفنان علي الحجار
صاحب صوت دافئ، تحمل نبراته العذبة الحنونة، ذكريات ماضينا وأصالته، وتحولات حاضرنا، ليحتل فنه على مدار 40 سنة، مكانة خاصة عند كل من يهتم بالفن عامة، والطرب الشرقي خاصة، أنه الفنان القدير علي الحجار، صاحب الحنجرة الذهبية، الذي مرت رحلته قي سماء الطرب بمحطات كثيرة ومتنوعة.
مكافح ومطرب بالوراثة
يحتفل علي الحجار، اليوم 4 أبريل، بعيد ميلاد 69، حيث ولد في محافظة بني سويف عام 1954، ونشأ في حي إمبابة، وكان ابنًا لعائلة فنية بامتياز، فوالده عشق الغناء وأورثه له ولأخواته، وبالرغم من ذلك خاف كثيرًا أن ينضم للوسط الفني، وتخرج في كلية الفنون الجميلة، والتحق أثناء دراسته بفرقة التخت العربي لإحياء الشرقي، بصحبة شقيقه أحمد الحجار.
وقال علي الحجار مع الإعلامية منى الشاذلي، في برنامج «معكم»، إنه عمل في صباه عديد من المهن، تخفيفًا منه عن والدي العبء المادي، وتيسيرًا لظروفهم المادية، إذ عمل كصبي مكوجي، ورسم الوجوه بالفحم، وعامل توصيل.
اكتشافه وبداياته
ابتسم الحظ له عندما شاهده المحلن العبقري بليغ حمدي، يغني في حلقة من حلقات برنامج الموسيقى العربية، الذي تقدمه رتيبة الحفناوي، وأعجب به كثيرًا، ليطلب أن يتدرب تحت يده، وبالفعل كان تحت رعايته الفنية لمدة عامين حتى قدما سويًا في حفلة رأس السنة عام 1977، أغنية من كلمات الشاعر الكبير صلاح منصور باسم «على قد ما حبينا»، لتكون باكورة أعمالهما، وليقدم بعدها الحجار الألبوم الأول، وتتوالى النجاحات بعد ذلك.
مطرب وممثل بدرجة امتياز
تعاون علي الحجار، خلال مسيرته الغنائية الكبيرة مع كبار ملحني وشعراء العصر مثل صلاح منصور وبليغ حمدي وعمار الشريعي وصلاح جاهين وياسر عبد الرحمن وعمر خيرت وعديد من عباقرة وصناع الفن في مصر والعربي، وقدم عديد من الأعمال الغنائية الناجحة والألبومات، مثل أغنية «عارفة، سمرا، ولد وبنت، بحب أعيش، محتاجلك، اليوم بيفوت هوا»، ورباعيات صلاح جاهين الشهيرة، الذي تعاون فيها مع الملحن الكبير سيد مكاوي.
وغنا الحجار من ألحان الملحن الكردي هلكوت زاهر أغنية «رجعنا لبعضينا»، التي شاركته فيها الغناء المطربة الكردية الأشهر ليلى فريقي، ليصبح الحجار أول مطرب مصري وعربي، يُغني في ديو مشترك مع مطربة كردية، وحققت الأغنية نجاحًا كبيرًا آنذاك.
وأبدع في غناء تترات المسلسلات، إلى حد أنّه جعل الناس ينتظرون أغاني التترات، ليسمعوا صوته والحالة التي يدخلهم فيها، إذ كان صوته جزءًا من نجاح أكبر الأعمال الدرامية مثل مسلسل «الأيام، الشهد والدموع، أبو العلا البشري، بوابة الحلواني، هارون لرشيد، كفر عسكر، ذئاب الجبل، الليل وآخره، العصيان» وغيرها من الأعمال التلفزيونية والإذاعية، التي تخطى عددها 150 عملًا دراميًا.
وكان لعلي الحجار نصيبًا من السينما والمسرح والدراما أيضًا، فشارك في عديد من المسرحيات مثل «ليلة من ألف ليلة، وزبائن جهنم، وأولاد الشوارع، ورصاصة في القلب، وسر الهوى»، وعديد من الأفلام مثل «الفتى الشرير، والمغنواتي»، والمسلسلات مثل «يس وبهية، وأبو العلا البشري، وبوابة الحلواني».
ألقاب الحجار
أُطلق على الفنان علي الحجارعديد من الألقاب، لكن من أشهر ألقابه «صاحب الحنجرة الذهبية»، وهو اللقب الأعز على قلبه والأقرب له، بحسب ما أوضح في إحدى الندوات، إذ قدم في عام 2002، قدم الحجار حفلًا غنائيًا ضخمًا في دبي، مع مطرب الأوبرا الأسباني الأشهر في العالم «دومنجو»، الذي يُصنف أنه من أعظم مطرب أوبرا جاء في القرن العشرين، وعندما انتهى الحجار من أغنيته أعجب بصوته كثيرًا، وأطلق عليه هذا اللقب.
وكان «مطرب المثقفين»، اللقب الذي لا يحبه الحجار، لأنه يرى أنه يغني لجميع الفئات، وليس لفئة بعينها فقط، ويريد أن يصل صوته لكل الناس، كما أطلق كثيرون عليه أيضًا لقبي «مطرب الثورة، ومطرب الهموم»، و«ملك التترات».
زيجاته وأولاده
كشف علي الحجار خلال لقائه في حلقة خاصة مع الإعلامية زهرة رامي، أنه تزوج 5 مرات، لكن زوجته الأخيرة «هدى» هي من استمر زواجه بها لمدة تزيد عن 20 عامًا، ولديه 7 أبناء: 4 أولاد و3 فتيات، ويعد أشهر أبنائه، الفنان الشاب أحمد علي الحجار، الذي اشتهر مؤخرًا، بعد تخرجه من المعهد العالي للموسيقى العربية، وتقديمه بصوته عديد من أغاني والده.
وصرّح الفنان الشاب خلال لقاء تليفزيوني، أنّه تعلم الفن الأصيل من البيت من والده، وبالأخص من جده الذي علمه المقامات منذ صغره، كما قدم علي الحجار مع والده عديد من أعمال الحجار القديمة.