ما إن تطأ قدماك أحد شوارع عزبة حمادة، التابعة لحي المطرية بمحافظة القاهرة، حتى تتردد إلى أذنيك أغاني شهر رمضان، التي تعيدك إلى الزمن القديم، مع أجواء مبهجة ضمن الاستعداد لإقامة أكبر مائدة إفطار جماعي، جمعت الآلاف من الأهالي، فضلاً عن الضيوف القادمين، وبعض من الجنسيات الدولية الأخرى، فرحة بقدوم الشهر الكريم.
يتجول وسط الآلاف من الأشخاص مرتدياً حقيبة ظهر كبيرة، لكن هذا الشاب جعلها للبطن فهو يرتديها بالعكس، مليئة بالكثير والكثير من الشوكولاتات المحببة للقلوب، وقد جاء من إحدى المناطق المجاورة للمطرية للمشاركة في إفطار الصائمين والتحلية بعد الإفطار.
منذ 9 سنوات شارك الشاب «أسامة سعيد»، صاحب الـ34 عاماً، في إعداد أكبر مائدة إفطار بالمطرية، فضلاً عن مشاركته بمجهوده الذاتي في شراء أنواع الشوكولاتة المختلفة لتقديمها إلى الآلاف من الصائمين الذين أتوا من جميع أنحاء المحافظة، حتى يشعروا بجمال وبهجة الإفطار على هذه المائدة.
أهالي المطرية يتولون اليوم من بدايته حتى نهايته
«بحب الأجواء على المائدة جداً وشايف فرحة الناس وبهجتهم بالأجواء الجميلة اللي حواليهم وبتمنى كل المناطق تعمل كده»، هكذا عبّر «أسامة» لـ«»، مشيراً إلى أن أهالي منطقة المطرية لا يسمحون بأي تدخل مالي من أي شخص بره منطقتهم، فهم يتولون اليوم من بدايته حتى النهاية دون تدخل أي فرد من منطقة أخرى، وهذا ما ينطبق عليه نظراً لانتمائه إلى منطقة الزيتون.
أما الضيوف القادمون من خارج البلاد، الذين علموا بوجود هذه المائدة عن طريق أحد الأصدقاء ممن شاهدوها عبر إحدى وسائل التواصل، فكان منهم الشاب «فاروق عبدالرحمن»، من إندونيسيا، الذي جاء إلى المائدة عن طريق صديق مقرب له، موضحاً أنه يقطن بمصر منذ 4 سنوات، لكنه لم يشاهد مثل هذه الأجواء أبداً: «حلوة أوى.. وأنا مبسوط بيها.. وحقاً رمضان في مصر حاجة تانية».
إندونيسي: «شعرت بالألفة وسط أصدقائي المصريين»
«تعودت على الطعام المصري وأحبه كثيراً وجئت حتى أفطر على المائدة لكي أشعر بجو الإفطار الجماعي الهائل»، خاصة أنه قليل ما يفطر في إفطار الأزهر، حسب تعبير صاحب الـ20 عاماً، موضحاً أن الأجواء الرمضانية بمصر تختلف كثيراً عن بلاده، إلا أنه شعر بالألفة وسط أصدقائه المصريين، فضلاً عن أن رمضان هذا العام يختلف عما مر عليه من قبل: «هذا العام الأجواء تختلف كثيراً وتوجد روحانيات جميلة ومبهجة للغاية».