يحتفل مسيحيو مصر بأحد الشعانين، وهو اليوم الأخير من صوم الأربعين المقدسة التي صامها السيد المسيح خلال فترة تجسده على الأرض، والأول من أسبوع الآلام الذي ينتهي بعيد القيامة يوم الأحد الموافق 16 أبريل المقبل، وتزامنًا مع قرب الاحتفال، نستعرض في السطور التالية سر احتفال المسيحيين بالسعف في أحد الشعانين، ومعنى كلمة «أوصنا» الذي هتف بها سكان أورشليم خلال استقبالهم للسيد المسيح.
معنى كلمة «أوصنا»
أوضح القس ثيؤفان شاكر، كاهن كنيسة الشهيد مار جرجس بالعجوزة، خلال حديثه لـ«»، أن أحد السعف أو أحد الشعانين هو ذكرى دخول السيد المسيح أورشليم، وسُميّ بأحد الشعانين لأن كلمة «شعانين» هى تحريف للكلمة العبرية «أوشعنا»، التي تعني «خلصنا»، وهي إحدى كلمات عبارة «أوصنا يا ابن داود» التي هتف بها سكان أورسليم عند استقبالهم للمسيح؛ انتظارًا منهم للخلاص من الحكم الرومانى الذى عذب وقتل آلاف الشهداء.
سبب الاحتفال بالسعف في أحد الشعانين
وعن سبب احتفال المسيحيين بالسعف في أحد الشعانين، أوضح «ثيؤفان» أن ذلك يرجع إلى أن أهالي المدينة المقدسة استقبلوا المسيح حاملين السعف وجريد النخل الأخضر في أيديهم لعدة أسباب، أهمها أن النخل يعيش سنوات طويلة ويرمز للخلود، كما يعطى لونه الأخضر إيحاءً بالسلام، وتستخدمه الكنائس وعموم الأقباط فى هذا اليوم لإحياء ذكرى دخول المسيح بيت المقدس.
كما أوضح ماركو الأمين، باحث في التاريخ القبطي، أنه من العادات المتبعة قديمًا هو استخدام السعف في استقبال الملوك، وأيضًا جنود الحرب في لحظات الانتصار، ولذلك استخدم سكان أورشليم السعف في استقبالهم للمسيح باعتباره ملكا سيخلصهم من حكم الرومان.
وتصلى الكنائس الأرثوذكسية طقس أحد الشعانين بالقداس العادى وتستخدم اللحن «الفرايحى»، ثم ترفع صلوات البخور باكر مع ما يعرف بـ«دورة الصليب»، وفى نهاية القداس يصلى طقس التجنيز العام، أحد طقوس أسبوع الآلام، بحسب القس ثيؤفان شاكر، الذي أوضح أن الكنائس لا تصلى على المتوفين فى أسبوع الآلام بالصلوات المعتادة في باقى العام، ولكنها تصلى بصلوات «أسبوع البصخة المقدسة» ليوجه الجميع مشاعرهم نحو آلام المسيح فى هذا الأسبوع.