ليلة القدر – تعبيرية
مع دخول مغرب اليوم العشرين من شهر رمضان، تبدأ أولى الليالي الوترية منها ليلة القدر التي قال عنها سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ • تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ • سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ»، ليبدأ المسلمون في البحث عن أفضل دعاء مستحب في ليلة القدر.
أفضل دعاء مستحب في ليلة القدر
وعن أفضل دعاء مستحب في ليلة القدر الدعاء المأثور في هذه الليلة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي وصححه، والنسائي وابن ماجه وأحمد، وصححه الحاكم.
ويستحب أيضًا للمسلم أن يقول في دعاء ليلة القدر: «اللَّهمَّ إنِّي عَبدُك، وابنُ عبدِك، وابنُ أمتِك، ناصِيَتي بيدِكَ، ماضٍ فيَّ حكمُكَ، عدْلٌ فيَّ قضاؤكَ، أسألُكَ بكلِّ اسمٍ هوَ لكَ سمَّيتَ بهِ نفسَك، أو أنزلْتَه في كتابِكَ، أو علَّمتَه أحدًا من خلقِك، أو استأثرتَ بهِ في علمِ الغيبِ عندَك، أن تجعلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي، ونورَ صَدري، وجَلاءَ حَزَني، وذَهابَ هَمِّي.»
ويستحب للمسلم في ليلة القدر أن يدعو الله بما يريد من خير الدنيا والآخرة، ومن بين الأدعية المستحبة في ليلة القدر الآتي..
«اللَّهمَّ عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، فاطرَ السَّمواتِ والأرضِ، رَبَّ كلِّ شيءٍ ومَليكَهُ، أشهدُ أن لا إلَهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بِكَ مِن شرِّ نفسي وشرِّ الشَّيطانِ وشِركِهِ».
«اللهمَّ إنِّي أسألُكَ مِنَ الخيرِ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، وأعوذُ بِكَ مِنَ الشَّرِّ كلِّهِ عَاجِلِه وآجِلِه ما عَلِمْتُ مِنْهُ وما لمْ أَعْلمْ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ من خَيْرِ ما سألَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، وأعوذُ بِكَ من شرِّ ما عَاذَ بهِ عَبْدُكَ ونَبِيُّكَ، اللهمَّ إنِّي أسألُكَ الجنةَ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأعوذُ بِكَ مِنَ النارِ وما قَرَّبَ إليها من قَوْلٍ أوْ عَمَلٍ، وأسألُكَ أنْ تَجْعَلَ كلَّ قَضَاءٍ قَضَيْتَهُ لي خيرًا».
«اللهمَّ اقسمْ لنا من خشيتِك ما يحولُ بيننا وبين معاصيكَ، ومن طاعتِك ما تبلغُنا به جنتَك، ومن اليقينِ ما يهونُ علينا مصيباتِ الدنيا، ومتعنَا بأسماعِنا وأبصارِنا وقوتِنا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منا، واجعلْ ثأرنا على منْ ظلمَنا، وانصرْنا على منْ عادانا، ولا تجعلْ مصيبَتنا في دينِنا، ولا تجعلِ الدنيا أكبرَ همِّنا، ولا مبلغَ علمِنا، ولا تسلطْ علينا منْ لا يرحمُنا».
توصيات لإحياء ليلة القدر
ووضعت دار الإفتاء للمسلمين بعض التوصيات لإحياء ليلة القدر خلال الليالي الوترية في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك على هذا النحو..
– خذ قسطًا من الراحة عصرًا لتنشط ليلًا.
– تناول وجبة الإفطار الخفيفة ولا تُثقل فلا تقوى عندها على الطاعة.
– كن عازمًا على التوبة قبل الإحياء وبعده.
– أكثر من الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات.
– احرص على التوجه القلبي فإنه سيد آداب الدعاء.
– ابتعد عن المشاحنة واغفر لمن ظلمك من المؤمنين.
– ركّز على الكيف، فليس المهم أن تنهي 100ركعة وقلبك ساهٍ لاهٍ.
– كن على طهارة طيلة هذه الليلة.
– تيقّن من إجابة دعائك فإن عدم اليقين باستجاب الدعاء قد يشكّل حاجزًا.
– الإلحاح والإصرار على الدعاء فإن ملائكة الله يألفون صوت العبد.
– ناجِ الله بقلب حزين واستحضر كل سيئة وعمل قبيح وتفريط وتهاون صدر عنك.
– أكثر من الاستغفار والصلاة على النبي وآله (صلوات الله عليهم أجمعين).
– ركّز على أهم الأدعية وهي العتق من النار والقرب من الله في الجنّة، وردد «اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا».
– اطلب حاجتك التي فيها نفع الدنيا والآخرة (كالرزق الحلال والزوجة الصالحة والولد الصالح .. وغيرها) ممن يعينك على دنياك وآخرتك.
– فلتكن لك سجدة طويلة فإن النبي قال في خطبته «وظهورُكم ثقيلةٌ من أوزارِكم فخفِّفوها عنها بطولِ سجودِكم».
– استثمر كل لحظة وإياك والتقصير فإن الجوائز مفتوحة في هذه الليلة فلا تقنع بالقليل واقرأ ما تيسر من القرآن.
– أحيي هذه الليلة حتى مطلع الفجر، والملائكة في حال صعود وهبوط.
– اشكر الله على نعمة إحياء ليلة القدر فإن نفرًا من الناس غافلون عنها، وآخرون على سرير المرض، فلتكن لك سجدة شكر لهذه المواهب والعطايا.
– ولا تنسَ الصدقة التي تضاعف لك وتذكّر بها الفقراء والمحتاجين.