تكريس التسامح.. والوسطية.. عطاء.. بلا منّة

أضحى موسم الحج رسالة عالمية إعلامية لتعظيم دور الحرمين الشريفين وتكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال والتأكيد على الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام التي تعتبر رداً عملياً لفضح الأكاذيب ومزاعم الدول المعادية، فضلاً عن إظهار الجهود التي تبذلها المملكة ليس في موسم الحج فحسب بل من أجل الدفاع عن القضايا الإسلامية في كافة أنحاء العالم، ورغم الظروف العالمية بسبب انتشار فايروس كورونا المتحور إلا أن المملكة حرصت على تنظيم الحج واقتصار الحجاج على المقيمين والسعوديين وفق الإجراءات الصحية..إن موسم الحج بحد ذاته من أهم الرسائل الإعلامية العالمية حيث يتابع مئات الملايين من المسلمين حول العالم عبر القنوات هذا التجمع الإسلامي كونها فرصة ذهبية لتوصيل رسالة تساهم في تحقيق المزيد من التكامل والتآخي والتعارف بين أبناء الأمة الإسلامية وكذلك تعريف العالم أجمع بسماحة ووسطية واعتدال هذا الدين وتبرئته من تهم التطرف والعنف والإرهاب التي يحاول أعداء الإسلام إلصاقها به إضافة إلى إبراز الجهود الجبارة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين لخدمة حجاج بيت الله والمشاريع العملاقة التي تم إنجازها في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة وفي مقدمتها توسعة الحرمين الشريفين.

لم تنظر ولم تعط السعودية أي اهتمام للمحاولات المغرضة التي تسعى الدول المعادية لترويجها عن جهود المملكة في دعم قضايا الأمة الإسلامية وخدمة المسلمين، كونها تعطي الأولوية لخدمة قضايا الأمة وتذلل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام. فمن قبلة المسلمين ومهبط الوحي ومهد الرسالة تجند المملكة التي يفد إليها الملايين سنوياً كل الطاقات والإمكانات وتهيئ السبل كافة لتيسير وصولهم إلى الحرمين الشريفين وخدمتهم ليتمكنوا من أداء مناسك الحج والعمرة بأمن وصحة.. ورغم أن انتشار وباء كورونا على مدى السنتين الماضيتين أدى لتقليص الحجاج للحفاظ على صحتهم وسلامتهم وظروف هذه الجائحة استمرت السعودية في تعظيم رسالة الحرمين الشريفين في موسم الحج وطوال السنة، وعملت المملكة على تكريس قيم التسامح والوسطية والاعتدال ونبذ الإرهاب، ولم تبخل المملكة ببذل الغالي والرخيص لكي يؤدي حجاج بيت الله الحرام الركن الخامس من أركان الإسلام بأمن وصحة وسلامة ووفق الإجراءات الاحترازية، بالرغم من الظروف الصحية العالمية التي تجتاح العالم جراء تفشي فايروس كورونا (كوفيد 19). وتسعى المملكة جاهدة مستعينة بالله ثم برجالاتها لأداء الواجب تجاه حجاج بيت الله الحرام واستشعار المسؤولية والواجب في حفظ الأنفس الذي أولته الشريعة اهتماماً بالغاً، وليس هناك رأيان في أن التنظيم الدقيق الاستثنائي لموسم حج العام الماضي حقق إقامة شعيرة الحج وأظهر خبرات المملكة في التعامل مع مناسك الحج في هذا الموسم وترتيبه وفق إجراءات صحية عالية وتتضافر كل جهود الدولة للمساهمة في إنجاحه. ليجد الحاج الاحترازات شعاراً ظاهراً والأمن حاضراً حيث راعت الدولة فيها الأسس الصحية وتهيئة الظروف بما يحقق صحة الحجيج.