تمر اليوم الذكرى الـ111 على غرق السفينة الأسطورية والأشهر على الإطلاق «تيتانيك»، فبعد أن شهد العالم تحركها في أولى رحلاتها يوم العاشر من أبريل متجهة من إنجلترا إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر المحيط الأطلسي، تلقى الناس في صباح يوم الـ15 من أبريل خبر مأساوي مفجع بغرق السفينة التي أطلق عليها أنّها «لا تغرق» لتأخذ معها 1500 ضحية من ركابها، فكيف سكن في قلب المحيط المارد البحري «تيتانيك»؟، تساؤلات كانت وما زالت تُطرح منذ الحادث المفجع حتى الآن.
تصميم السفينة
بلغت تكلفة بناء السفينة تيتانيك أكثر من 7 ملايين دولار في أوائل القرن العشرين، لذلك كانت وما زالت تيتانيك هي أضخم سفينة ركاب شهدها العالم حتى الآن، فبلغ وزنها أكثر من 52 ألف طن وبلغ طولها 882 قدمًا، أي ما يعادل ارتفاع مبنى مكون من 11 طابقًا، وعرضًا يساوي 4 مجموعات من الأبنية المتجاورة، كما لقبت بـ«المارد» غير قابل للغرق في نظر مصمميها، وذلك لأنها تنفرد باحتوائها على قاعين ويتكون القاع السفلي من 16 مقصورة، كما أن تيتانيك تمتعت بدرجة عالية من الفخامة لم تتوفر لأي سفينة ركاب فتميزت بالغرف الواسعة كغرف القصور بالنسبة لركاب الدرجة الأولى آنذاك وأكلات المطعم الفاخرة، وامتدت الفخامة حتى بالنسبة للدرجة الثانية والثالثة.
ركاب السفينة وطاقمها
حملت سفينة تيتانك 2223 راكبًا من جنسيات مختلفة كان معظمهم من الأوروبيين والكثير من الآسيويين واللبنانيين والمصريين أيضًا، كما سماها الكثير من الناس سفينة الأثرياء، لأنها ضمّت نخبة من أثرياء إنجلترا فكان على متنها على سبيل المثال أثرى أثرياء العالم أزيدور ستروس وزوجته صاحب أكبر مجمع تجاري في العالم آنذاك، كما كان على متنها واحد من مالكيها وصناعها وهو توماس أندروز المهندس المعروف ببناء السفن.
كان الكابتن الإنجليزي إدوارد جون سميث البالغ من العمر 62 عامًا هو قبطان السفينة تيتانيك، وقد قرر التقاعد بعد تلك الرحلة، ولم يكن يعلم أنها ستكون هي رحلته الأخيرة ليس في قيادة السفن فقط بل في الحياة عامة.
انطلاق تيتانيك
ترقب العالم عام 1912 في الـ10 من أبريل الحدث الأشهر بقيام السفينة تيتانيك العملاقة بأولى رحلانها عبر المحيط الأطلنطي من على رصيف ميناء كوين، فاصطف الناس يشاهدون انطلاق المارد البحري وسط عزف الفرقة الموسيقية المصاحبة للسفينة، وتحركت تياتنيك في طريقها ورحلتها التاريخية إلى مصيرها.
وقوع الكارثة
بدا المحيط الأطلسي في اليوم الخامس من رحلة السفينة هادئًا تمامًا كالبساط الممتد وكأنه الهدوء الذي يسبق الكارثة، وفي الساعة التاسعة مساءً بدأت درجة الحرارة في الانخفاض وهو ما جعل القبطان «سميث» يتنبأ باقتراب تيتانيك من منطقة جليدية، وبينما كانت تيتانيك تشق المحيط في أقصى سرعتها اصطدمت السفينة بجبل جليدي من جانبها لتتوقف عن الحركة بعد ذلك، وذلك لأن الماء قد غمر 5 أقسام من أصل 16 أسفل السفينة، وبالتالي توقفت الغلايات عن العمل وأصبح غرقها شيئًا أكيدًا، وأطلقت نداءات الاستغاثة ولكن كانت دون جدوى لأن معظم السفن كانت بعيدة جدًا عن تيتانيك، لتلقى السفينة الأسطورية نصيبها المحتم بالغرق في حوالي ساعتين وأربعين دقيقة بشكل كامل.
ضحايا تيتانيك
تفاجأ طاقم السفينة في لحظات إخلائها بوجود 16 قارب نجاة فقط على متن السفينة و4 قابلة للطي، وهو انتهاك لكل قواعة السلامة، فمن المفترض أن يتواجد 32 قارب نجاة، لأنه يعتمد عدد قوارب النجاة على وزن السفينة وليس عدد الركاب، وبحسب الإحصائيات فقد تم إنقاذ 705 أشخاص فقط، ولقى 1517 مصرعهم، وكان حوالي 61% من الناجين من مسافري الدرجة الأولى بينما أقل من 25% من ركاب الدرجة الثالثة.
الناجي العربي الوحيد
كان «حمد حسب» هو الناجي المصري والعربي الوحيد من أصل 88 مسافرًا لبنانيًا وعربيًا لاقوا حتفهم في تلك الفاجعة، وعمل «حمد» مرشدًا سياحيًا وتلقى دعوة سفر من شخص يعرفه في إحدى زياراته إلى القاهرة، وهو هنري هاربر صاحب دار نشر هابر، وسافر معه هو وزوجته في رحلة من القاهرة إلى لندن ثم إلى نيويورك عبر تيتانيك، وبينما كان يتجول في السفينة عرف خبر اصطدامها من مراقبيها ومن حتمية غرقها، وظل 3 أعوام من بعد الفاجعة وبعد رجوعه منها وهو مختفيًا.
حطام تيتانيك
بحث الكثيرون عن حطام سفينة تايتانيك الأسطورية الغارقة، ولكن تمكّن عالم الآثار البحري روبرت بالارد وبعد 37 عامًا من غرقها من تحديد موقعها شمال المحيط الأطلسي، وبعد استخدامه للمعدات البحرية عثر عليها على عمق 3800 متر تحت سطح الماء، ساكنة في الظلام الدامس وتحت الضغط الهائل تحت الماء، وهو الأمر الذي جعل من انتشال حطامها شبه مستحيل، بل وتنبأ العلماء بتلاشي آثار تيتانيك في عام 2030.