في 15 أبريل عام 1912 كان على العالم على موعد مع واحدة من أكبر الكوارث البحرية في التاريخ، حيث غرقت سفينة الركاب الإنجليزية العملاقة تيتانيك، في رحلتها من إنجلترا إلى الولايات المتحدة، بعد اصطدامها بجبل جليدي.
إنقاذ 705 أشخاص فقط ومصرع 1517.. المصري من بين الناجين
وبحسب الإحصائيات فقد تم إنقاذ 705 أشخاص فقط، ولقى 1517 مصرعهم، وكان من بين الناجين راكب مصري يدعى حمد حسب بريك، فمن هو هذا الرجل وما هي قصته؟
كان «حمد» هو الناجي المصري والعربي الوحيد من بين 88 مسافرًا لبنانيًا وعربيًا لاقوا مصرعهم في تلك الكارثة، وعمل «حمد» مرشدًا سياحيًا وتلقى دعوة سفر من أحد معارفه في إحدى زياراته إلى القاهرة، وهو هنري هاربر، صاحب دار نشر هابر، وسافر معه هو وزوجته في رحلة من القاهرة إلى لندن ثم إلى نيويورك عبر تيتانيك، وبينما كان يتجول في السفينة عرف خبر اصطدامها من مراقبيها ومن حتمية غرقها، وظل 3 أعوام من بعد الفاجعة وبعد رجوعه منها مختفيًا.
طوال مدة وجوده على السفينة قبل غرقها، كان هذا الراكب المصري يتميز بالهدوء وقلة الاحتكاك والتعامل مع بقية الركاب، لدرجة أنهم أطلقوا عليه لقب «الغامض».
«حمد المصري» ساهم في إنقاذ عدد من الركاب
وفي يوم الكارثة وبمجرد علمه بأن السفينة تغرق، أسرع «حمد المصري» ليخبر عائلة هاربر بالأمر وركبوا قارب نجاة رفقة كلبهم وبإجمالي 32 راكبا وهو نصف العدد الكلي المسموح به في قوارب النجاة ولهذا تمكنوا من البقاء على قيد الحياة، حسبما ورد في موقع «راديو النيل».
لم تعرف عائلته مكان وجوده لمدة 3 سنوات
بعد كارثة تيتانيك، ظل «حمد» مفقودًا ولم تعرف عائلته مكان وجوده لمدة ثلاث سنوات، ورغم ذلك، أرسل لهم بطاقة بريدية في 18 أبريل 1912، بعد ثلاثة أيام من غرق السفينة، من نيويورك لإعلامهم بأنه بأمان.
كان عمر هذا الراكب المصري عند غرق السفينة أكثر من 40 عاما، وكما كان هادئا في حياته، توفي حمد بريك دون مرض على سريره وفي هدوء أثناء نومه، في عام 1964 بعد أن تجاوز 100 عام من عمره.