وتعود تفاصيل حالة الطفل، في أنه كان يعاني من التهابات شديدة في البول وارتفاع في درجة الحرارة، مع مغص متكرر على الجهة اليسرى من البطن، وبعد تقييم الحالة وإجراء الفحوصات المخبرية اللازمة والأشعة، تبين أن لدى المريض ضيقا شديدا في أسفل الحالب الأيسر، مما أثّر على توسع شديد في حوض الكلية والحالب بدرجة عالية جدا، وهذا الأمر أثر سلبا على وظيفة الكلية وأدى إلى فقدان وظيفتها الى 20%.
وفي هذا الصدد، أوضح البروفسور حمدان بن حماد الحازمي، استشاري جراحة المسالك البولية للأطفال في مستشفى دله النخيل قائلا:” عقب الفراغ من التشخيص ومعاينة حالة الطفل، تم على الفور وضع خطة علاجية، تطلبت حالتها ضرورة تنفيذها على مرحلتين، الأولى تتعلق بوضع تصريف مؤقت للبول من الكلية وذلك لتخفيف حدة الالتهابات وتخفيض الضغط على حوض الكلية والحالب و المساعدة تحسين وظيفة الكلية وتم وضع قسطرة مؤقتة في الكلية عن طريق الجلد، حيث قام بوضعها استشاري الأشعة التداخلية في مستشفى دله د. صالح السميّر، والمرحلة الثانية تمثلت في إجراء عملية جراحية رئيسية”.
وأشار البروفسور حمدان بن حماد الحازمي إلى أنه وبعد وضع القسطرة المؤقتة، تحسنت صحة الطفل المريض بصورة لافتة، كما توقفت – في ذات الوقت- الالتهابات المتكررة، وانخفض الضغط على الكلية وتحسنت أيضا وظيفتها، لترتفع من 20 % إلى 34 %، مضيفا أنه وبعد ذلك تم الانتقال إلى المرحلة الثانية وهي عملية التدخل الجراحي الرئيسي وذلك بالمنظار الجراحي.
وأوضح البروفسور الحازمي أن العملية الجراحية تمت من خلال استخدام المنظار الجراحي، من خلال 3 فتحات، الأولى عن طريق الصرة بحجم 5ملم، أما الفتحتان الأخيرتان فتم إحداثهما على البطن وذلك بمقدار 3 ملم، ليتم على إثرها اجراء التدخل الجراحي وهو فصل الحالب من المثانة وإزالة الـتضيق مع إجراء تجميل في آخر موضع للحالب المتوسع. وعقب ذلك، تم إجراء إعادة زراعة الحالب في المثانة بالقدر الكافي وذلك لمنع الارتجاع، أو حدوث أي انسداد بعد هذه العملية، كما تم وضع قسطرة داخلية سوف تزال بعد شهرين من وضعها، وفي ذات الوقت تمت إزالة القسطرة المؤقتة عن طريق الجلد في الكلية، مؤكدا أنه وبعد التدخل الجراحي تحسنت حالة الطفل وغادر المستشفى بعد مرور ثاني يوم بعد إجراء العملية.
يذكر أن مجموعة دله الصحية تشمل ستة مرافق رائدة للرعاية الصحية، تخدم أكثر من 1.5 مليون مراجع سنوياً، في كافة أنحاء المملكة، وذلك عبر أكثر من 900 سرير، و500 عيادة خارجية، ويعمل لدى المجموعة أكثر من 3 آلاف موظف، بينهم نحو ألف طبيب خبير، وذلك سعياً لتقديم أعلى معايير الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية.