فرحة فداء المنقوصة –

تجلس الشابة فداء أبو لبدة، من قلقيلية، وحيدة في غرفتها، تسترجع بعقلها وقلبها ما جمعته من ذكريات مع خطيبها الأسير في سجون الاحتلال الإسرائيلي أحمد سلمي سلامة، خلال زياراتها له، تقلب بيديها ألبوم صور له في السجن، وأخرى لحفل خطوبتها التي تم بحضور العائلتين في مثل هذا اليوم من عام 2018، دون حضور خطيبها الذي غيبه الاحتلال قسرا.

تقول فداء إن هذه الصور هي الأنيس الوحيد لها الذي يخفف وجع غياب خطيبها الذي أمضى 19 عاما خلف قضبان الاحتلال، وهو محكوم بالسجن لمدة 24 عاما.

وتتداخل مشاعر فداء بين الفرح والحنين، فهي فرحة بقدوم العيد لارتباطه بفرحة الصائمين بإفطارهم، وبذكرى عقد قرانها، ولكنها في الوقت ذاته مشتاقة لرؤية خطيبها وسماع صوته كأي فتاة أخرى في مثل هذه المناسبات.

وتضيف أن هذا اليوم أرجعها إلى بداية ارتباطها بـ”سلامة”، وكيف كان القرار صعبا بالنسبة لها بأن ترتبط بشاب سيمضي سنوات في الأسر بعيدا عنها، ولكنها في الوقت ذاته كانت تحلم دائما بالارتباط بشاب صاحب شخصية قوية مثقفة، مجبولٌ بحب الأرض وقادر على تحمل المسؤولية، وهي مواصفات ترى أنها تنطبق على الأسير الذي يهب عمره في سبيل قضيته وشعبه والدفاع عنهما.

“كل فتاة ترغب برؤية خطيبها والحديث معه في أي وقت، وخاصة في مثل هذه المناسبات، لكن هذا قدري وأنا راضية به، وحالي حال ذوي الأسرى الذين يتجرعون مرارة ألم غياب أبنائهم، خاصة في الأعياد،  ويحلمون بلم شملهم مع أبنائهم، للاحتفال معهم”، تقول فداء.

وبالنسبة لـفداء، فالأحد المقبل يكتمل عيدها، فهو موعد زيارة خطيبها كما حدده برنامج الزيارات الذي وضعه المحتل الإسرائيلي، والذي عادة يكون مرة واحدة في الشهر، والزيارة تكون من خلف الزجاج، ولمدة لا تزيد عن نصف ساعة.

وبحسب مدير نادي الأسير في قلقيلية لافي نصورة، فإن “سلامة” وُلد عام 1985 بمدينة قلقيلية، وقد بدأ نضاله ضد الاحتلال إبان اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، ولم يكن عمره حينها يتجاوز 16 عاما، واعتقل عام 2003، مضيفا أنه أمضى الـ19 عاما في سجون الاحتلال متنقلا بين “نفحة” و”مجدو” و”النقب” الصحراوي، وآخرها كان “ريمون”، وقد حصل خلالها على درجة البكالوريوس في العلوم التربوية/ تخصص تعليم الاجتماعيات عام 2020، ومنذ عام بدأ بدارسة الماجستير ببرنامج الخدمة الاجتماعية بجامعة القدس المفتوحة، وأخذ عدة دورات أبرزها دورة تدريبية حول منظمة التحرير وتاريخها ومؤسساتها وهيئاتها وآليات عملها.

يذكر أن نحو 4900 أسير يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، بينهم 31 أسيرة، ونحو 160 طفلا، وأكثر من 1000 معتقل إداري، يحرمهم الاحتلال على مدار سنوات وعقود من التواجد مع عائلاتهم وأبنائهم.

ـــ