قطارات ومدن بلا سكاكين لمنع الجريمة

دعت وزيرة الداخلية الألمانية والشرطة الاتحادية إلى فرض حظر على حمل السكاكين في القطارات ومناطق داخل المدن في محاولة لمكافحة سلسلة جرائم السكاكين في البلاد.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر إنها ترغب في اتخاذ سلسلة من الإجراءات الرادعة من أجل مكافحة جرائم السكاكين في البلاد.

وأضافت «نفكر في حظر حمل السكاكين في وسائل النقل العام وفي الحافلات والقطارات»، وذلك على غرار حظر حمل السكاكين على متن الطائرات.

ومع تعزيز الإجراءات الأمنية في وسائل النقل العام، أشارت الوزيرة إلى إمكانية إنشاء مناطق يحظر فيها حمل السكاكين داخل مدن بعينها.

وجاءت مبادرة فيزر بعد أيام قليلة من دعوة مماثلة أطلقها رئيس المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية هولغر مونش لإنشاء مناطق خالية من الأسلحة داخل وحول محطات القطارات وفي مراكز المدن.

مناطق حظر

أقام عدد من المدن مناطق يُحظر فيها حمل الأسلحة في مناطق تتسم بالحساسية حيث يمكن للشرطة إجراء «عمليات تفتيش بشكل نشط»، حيث يُجرى استخدام السكاكين في 5.6% من حالات الاعتداء وفي 11% من السرقات.

وطالب مسؤول بتشديد قوانين حيازة الأسلحة في ألمانيا، فيما عادت جرائم السكاكين إلى الواجهة في البلاد بعد مقتل شخصين وإصابة 7 آخرين بهجوم بسكين في قطار محلي متجه من مدينة كيل إلى هامبورغ شمال البلاد في يناير الماضي.

وقبل ذلك بشهر، توفيت فتاة تبلغ من العمر 14 عاما وأصيبت أخرى بجروح خطيرة بعد تعرضهما لهجوم بسكين من قبل رجل وهما في طريقهما إلى مدرسة.

جرائم

قالت صحيفة «بيلد أم سونتاغ» في يناير إن الشرطة الألمانية سجلت 39848 جريمة في القطارات ومحطات القطارات العام الماضي بزيادة قدرها 12% عن عام 2021 بما في ذلك أكثر من 14 ألف جريمة اعتداء جسدي و336 جريمة شملت استخدام سكين أي ما يعادل ضعف الجرائم التي سجلت عام 2021.

وذكرت آخر إحصائيات للشرطة أن هناك 8160 هجوما بالسكاكين خلال العام الماضي بزيادة قدرها 15.4% عن عام 2021، لكن المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية لم ينشر أي إحصاءات عن جرائم السكاكين خلال عام 2021 الذي شهد فرض عمليات إغلاق وتدابير صحية احترازية في عموم البلاد إبان ذروة تفشي وباء كورونا.

تعريف الجرم

يحدد المكتب الفدرالي للشرطة الجنائية الألماني الاعتداء بالسكين بأنه أي فعل يشمل استخدام السكين سواء للتهديد أو للاعتداء فيما تقدم بعض الولايات الألمانية على إحصاء الحوادث التي يتم فيها العثور على الجاني بحوزته سكين باعتبارها جرائم السكاكين.

وقد نشرت الشرطة الاتحادية الألمانية، المسؤولة عن الأمن في محطات القطارات والمطارات، إحصائيات أكثر موثوقية، حيث أفادت بأن عدد جرائم السكاكين تضاعف من 46 إلى 98 خلال الفترة من النصف الثاني من عام 2021 وإلى النصف الأول من عام 2022.

تشكيك

في المقابل، يشكك سياسيون بجدوى فكرة «المناطق الخالية من الأسلحة» ولا يرون أنها تعد الحل الأمثل، ورأوا أن إنشاء مناطق يحُظر فيها حمل الأسلحة ستعالج فقط نسبة صغيرة من جرائم السكاكين.

وأشاروا إلى أن معظم جرائم السكاكين تحدث في المنازل فيما يلعب تعاطي الكحوليات والمخدرات والظروف النفسية الاستثنائية، دورًا في ذلك سواء داخل المنازل أو في الأماكن العامة.

وأقامت مدن ألمانية مثل كولونيا دوسيلدورف مناطق يُحظر فيها حمل الأسلحة إذ يتم تغريم أي شخص يحمل وسيلة صاعقة أو سكينًا يبلغ طول شفرته أكثر من 4 سم بدفع 10 آلاف يورو، فيما جرى مصادرة ما يقرب من 350 قطعة سلاح خلال الأشهر الـ12 الماضية.

نقاط ساخنة

في سبتمبر الماضي، أعلنت حكومة ولاية بادن فورتمبيرج أن السلطات المحلية ستكون قادرة على إنشاء مناطق يحظر فيها حمل الأسلحة في «النقاط الساخنة» التي تشهد ارتفاعا في معدلات الجريمة بعد ما يقارب 1500 جريمة بالسكاكين عام 2021 ما يعني أن من بين 10 جرائم عنف توجد جريمة جرى استخدم سكين فيها.

وجرى إنشاء أول منطقة يُحظر فيها حمل الأسلحة في مدينة لايبزيج عام 2018.

توجه دولي

لا تعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي قامت أو تعتزم إنشاء مناطق خالية من السكاكين، إذ أقامت مدن أمريكية وبريطانية مناطق يُحظر فيها حمل السكاكين التي يبلغ طول شفرتها أكثر من 7.62 سم كما الحال في مدينة واشنطن.