مع بداية كل شهر، يذهب للحصول على مرتبه بعد إحالته للتقاعد وحصوله على معاش، ثم يبحث عن محل ورد لشراء أشكال وأنواع، ومحل حلويات لشراء قطع الشيكولاتة الصغيرة والحلوى، يطوف شوارع الجيزة، خاصة حي الهرم الذي يعيش فيه، لتوزيعها على المارة، من الفتيات والأطفال والشباب.
عم إيهاب صبري، تخطى سن الستين منذ سنوات، يشتري من معاشه الحكومي الشهري الورود وقطع الحلوى لإسعاد المارة، ورسم الابتسامة على وجوههم، لجبر خواطرهم، عادة تعود واظب عليها منذ أكثر من 4 سنوات، يحكي لـ«»: «بوزع ورد وحلويات على الناس في الشارع، عشان أجبر بخاطرهم، بحاول أقدم للناس ده، أنا مش غني، بس بجبر بخاطر الناس، زي ما بيجبروا بخاطري».
عم «إيهاب» عاش حياته وحيدًا دون زواج
لم يتزوج العم «إيهاب»، عاش معظم فترات حياته وحيدًا، دون رفيق أو ونيس يشكو له همه، يحادثه ليلًا ونهارًا، يناقشه في أموره، حياته، مشاكله، فبقى وحيدًا، سرق الزمن عمره، لم تجبر الدنيا بخاطره، لكنه حافظ على جبر خاطر الجميع: «أنا وحيد، مش متجوز، الناس كانت بتقول إني بوزع ورد على روح بنتي، بس الكلام ده مش صحيح».
عم «إيهاب»: «الناس بتشكرني وبتحبني»
يمسك حقيبة صغيرة لم تتغير من سنوات، تمتلء بالورود والحلوى، وأثناء توزيعها على المارة، يبتعد البعض عنه، والبعض الآخر، يقابله بالحب والشكر، ومحاولة تقديم أي مساعدة يطلبها، فيرد بالشكر، يروي: «الناس بتعاملني كويس، وناس بتفكرني شحات، هاخد منهم فلوس، بس أنا مش باخد فلوس، وبوزع مجانًا».
لن يتوقف عن توزيع الورود على المارة في الشارع
ينظر العم «إيهاب» إلى المستقبل، يتذكر حياته منذ سنوات مضت، يستعيد ذكرى المرة الأولى التي وزع فيها الورد والحلوى على المارة، مُعلنًا استمراره في جبر خاطر كل من يقابلهم: «كل ما يكون معايا فلوس، هوزع على الناس في الشارع».