ملامح يكسوها الاطمئنان والرضا، وعينان تملؤهما دموع الفرح، تارة ينظر إلى الـ«تروسيكل» الجديد، وتارة أخرى ينظر إلى السماء يناجي ربه، بعد أّن عوضه عقب ساعات معدودة من فقدانه الـ«تروسيكل» الذي كان يمتلكه، وذلك بسبب شهامة المصريين المعروفة، إذ رفض أهالي الأقصر أنّ يحل ظلام الليل على «مجاهد» وهو حزين على فقدان مصدر رزقه اليومي، ليتكاتفوا ويشتروا له المركبة الجديدة ويدخلوا البهجة على قلبه.
«عوض ربنا كبير أوي مش مصدق أنّ مصدر رزقي رجع من تاني، التروسيكل ده روحي رجعتلي، بشكر أهل الخير جميعًا والناس لبعضها»، بنبرة فرحة وامتنان، بدأ مجاهد ناصر مصطفى حديثه مع «»، موضحًا أنه تفاجأ كثيرًا عند رؤيته لـ«التروسيكل» الجديد، وهو مزينة بالبلالين وكأنه ينتظر قدومه.
شهامة المصريين السبب في تعويض «مجاهد»
«الخير في أمتي إلى يوم الدين» حديث عن الرسول عليه الصلاة والسلام، يوضح مدى شهامة ومروءة المصريين، وذلك بعد أنّ تداول رواد وسائل التواصل الاجتماعي، صورًا لصاحب الـ30 عامًا، وهو يجلس أمام مركبته السابقة التي شاء لها القدر أنّ تُشتعل فيها النيران في أثناء سيرها، والدموع منهمرة من عينيه على فقدان مصدر رزقه وقوته يومه وأهله.
وسرعان ما تسابق الجميع لمساعدة «مجاهد»، وتعويضه عن ما فقده: «في حد كلمني وقالي تعالى عايزك ضروري في حاجة مهمة، ولما روحت اتفاجئت بتروسيكل مزين بالبلالين، وقالي ده بتاعك حلال عليك»، حسب تعبير ابن محافظة الأقصر، مشيرًا إلى أنه يعمل في جمع الخردة والبلاستيك حتى يستطيع كسب قوت يومه.
لحظة فقدان المركبة السابقة
حينما كانت الساعة تشير إلى الواحدة ظهرًا، كان مجاهد ناصر يستقل مركبته بعد أن جمع الخردة، وحال سيره على الطريق، شعر بسخونة غير معهودة مصدرها المركبة، وحينما بدأ في تفقدها رأى النيران تشتعل بها، وفي غضون لحظات كانت المركبة مشتعلة بالكامل، لم يصدق ما شاهده، وانهمرت عيناه بالدموع حزنًا على فقدان سبب قوت يومه، لم يكن يعلم أنّ عوض الله قريب، المتمثل في شهامة وجدعنة المصريين.