في منطقة عريقة تحمل عبق الزمان بحي الحسين في محافظة القاهرة، نشأ الفتى «عبدالظاهر» وأخوته الذين تعلقوا بأصالة المكان وحرفه منذ طفولتهم ومنها حرفة جدودهم التي توارثتها العائلة منذ عام 1936، وهي الطباعة بالكبس على الجلد، واعتاد على الذهاب إلى ورشة والده وهو في سن الـ11 عامًا، يوم تلو آخر وشكل الأدوات البدائية ترسخ في ذهنه، حتى استطاع تعلمها وممارستها ليصبح متمكنًا بها مثل أجداده.
حسين عبدالظاهر، استكمل مهنة أجداده في الطباعة بالكبس على الجلد، إذ عمل بها وهو عمره 10 سنوات فقط، حينها، كان يقف بجانب والده أثناء عمله في الورشة، يشاهده، يراقب حركات يديه، فكبر وترعرع على حب المهنة، وقرر استكمالها، والتطوير منها، يحكي لـ«»: «الحرفة دي كانت بتاعت جدودي، حافظت عليها من الاندثار، وكنت بنزل الورشة وأنا طفل، وبتفرج على والدي وببقى مبهور بالطباعة وتجليد الكتب».
تطوير مهنة أجداده.. وإضافة تأثيرات والعمل في تجليد الكتب والمصاحف
طور «عبدالظاهر» وأشقاؤه مهنة أجدادهم، وبدأ بإضافة التأثيرات عليها وإدخال بعض الأدوات الجديدة والأشكال المتنوعة من المجلدات، كما قاموا بتجليد الكتب والمصاحف أيضًا، لكن ظلت الحرفة كما هي لم تتغير، يستخدم الحروف، وبنيران «البابور» يبدأ بتسخينها ثم طباعتها على المجلدات: «بنجلد كتب ومصاحف وبنطبع برضو، أي حرفة في الدنيا متعبة بس إحنا بنبقى شغالين بحب، بنعمل الحاجة وإحنا حابينها ومستمتعين بالشغل».
الأجانب والسياح.. أبرز زبائن ورشة «عبد الظاهر» وأخواته
منذ عام 1936، كون والده زبائن متنوعة من الأجانب، واستمرت حتى الآن، فهم أبرز المترددين على الورشة، سياح من معظم دول أوروبا والعالم، يعرفونه ويطلبونه بالاسم، كما خصص «عبد الظاهر» أيضًا كتاب صغير داخل الورشة، لكتابة بعض الرسائل من المترديين عليه، وأرائهم في عمله، مُضيفًا: «ليا زباين من ألمانيا وشغلي بيتصدر بره مصر».