الذكاء الاصطناعي
العديد من التساؤلات طرحها الناس مؤخرا، بشأن حقيقة التهديد الذي يمثله الذكاء الاصطناعي على وظائفهم، في حين ذهب البعض لسيناريوهات أكثر قتامة عن اختفاء العديد من الوظائف التي ستكون مقتصرة على الروبوتات، وجد آخرون أن هذه المخاوف طبيعية وتصاحب كل اكتشاف علمي جديد، فهي أشبه بردود أفعال البشر حول العالم بعد اختراع الكمبيوتر.
شركات عالمية تستبدل العاملين بالذكاء الاصطناعي
تتجدد المخاوف والمشاعر المختلطة، بين القلق وعدم الارتياح مع كل أخبار تتعلق بتسريح أعداد كبيرة من الموظفين بالشركات العالمية، منها إعلان شركة مايكروسوفت مؤخرًا تسريح 10000 موظف لتنفق مليارات الدولارات سنويًا على مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، وإعلان ايلون ماسك عملاق التكنولوجيا، قرارا بتسريح نصف موظفي شركته.
الذكاء الاصطناعي يهدد ذوي الوظائف مرتفعة الأجور
يحذر الخبراء، من أن ظهور الآلات يترك العديد من العمال ذوي الأجور الجيدة عرضة للخطر، ليحل الذكاء الاصطناعي مكان الموظفين ذوي الياقات البيضاء والجواكت الفاخرة، ويؤكد «Pengcheng Shi» الأستاذ المشارك بقسم علم الحوسبة والمعلومات بمعهد روتشستر للتكنولوجيا، عدم القدرة على إيقاف المستقبل، الذي يرسمه الذكاء الاصطناعي، بحسب صحيفة نيويورك بوست الأمريكية، متابعًا «هذا ليس ذئب باكي، فالذئب على الباب».
منظمة العفو الدولية تستبدل وظائف بعد ظهور «ChatGPT»
وقال «Shi» للصحيفة الأمريكية الأعرق، إن من القطاع المالي إلى الرعاية الصحية إلى النشر والبرمجة، هناك عدد من الصناعات المعرضة للخطر، بينما يواصل الذكاء الاصطناعي تقدمه المذهل، يؤكد أن البشر سيتعلمون كيفية تسخير التكنولوجيا، إذ أنه بالفعل تعمل منظمة العفو الدولية، على تغيير بعض المجالات، لا سيما بعد إصدار «ChatGPT»، وهو روبوت محادثة ذكي بشكل مدهش تم إصداره في نوفمبر مجانًا للجمهور.
الذكاء الاصطناعي في كل المجالات
الذكاء أصبح جزء لا يتجزأ من الأعمال بكل المجالات، وهو ما يعطي الأفضلية للشخص الذي لديه القدرة على استخدام هذه التكنولوجيا على غيره، خاصة بعد أن أصبحت من الأمور الرئيسية في حياة البشر، فالمرضى على سبيل المثال، يفضلون الذهاب إلى الطبيب الذي يعتمد على أحدث الأجهزة التكنولوجية للتشخيص والعلاج، حسب ما أكد الدكتور وليد حجاج خبير أمن المعلومات، عضو اللجنة الرقمية والبنية المعلوماتية بالمجلس الأعلى للثقافة، لـ«».
ومن الضروري أن يحرص أصحاب المهن المختلفة حتى تلك غير المهددة من الذكاء الاصطناعي، على تطوير قدراتهم بمجال تكنولوجيا المعلومات، حتى يتمكنوا من الحفاظ على وجودهم بالمهنة، حتى لو لم تندثر المهن نفسها، فالوظائف المهددة بالاندثار هي الوظائف البسيطة التقليدية.
فالتخوفات الحالية شبيه بتلك التي صاحبت ظهور الكمبيوتر، غير أن الكمبيوتر وبعد مرور كل هذه السنوات لم يتمكن من أن يكون بديلا للبشر بالمهن، واكتفى بدوره كمساعد كفء وسريع ودقيق ومتطور لهم، حسب ما ذكر «حجاج»، فيمكن للذكاء الاصطناعي من تمكين شخص عادي تصميم شخصية خيالية من خلال برامج التصميم، غير أن تصميم شخصية خيالية بكفاءة، يتطلب خبير بالتصميم، كون برامج التصميم تتطلب ادخال معطيات صحيحة من خبير.
وظائف آمنة من تهديد الذكاء الاصطناعي
تأتي بمقدمة الوظائف الأمنة تلك التي تتطلب اتخاذ قرارات حاسمة ويترتب عليها مخاطر، إضافة للوظائف الطبية والتحاليل والإشاعات الطبية والهندسية الخاصة بالانشاءات، بحسب ما ذكر الدكتور أحمد عمر حسان مدرس علوم الحاسب والذكاء الاصطناعي بجامعة المنيا لـ«»، إذ سيقتصر دور الذكاء الاصطناعي بهذه الوظائف على دور المساعد فقط، ولا يمكن اعتباره بديل للعمل البشري بصورة كلية، كأن يقوم بالمساعدة بالتشخيص وترشيح طبيعة العلاج، وهو ما يترتب عليه ضرورة الإلمام بكيفية التعامل مع الذكاء الاصطناعي بالمستقبل القريب.
مازال الوقت مبكرًا للحديث عن تهديد الذكاء الاصطناعي للبشر
ما زال الوقت مبكرًا للحديث عن خطورة حقيقية للذكاء الاصطناعي على الوظائف البشرية، كون التأثيرات القريبة المتوقعة ستكون قاصرة على الوظائف المتعلقة بالتكنولوجيا كالبرمجة والترجمة، وإعادة الصياغة، التي لها علاقة بالأجهزة، غير أنها حتى هذه اللحظة، لا يمكن الاعتماد عليها بصورة كلية، كونها تتطلب وجود عنصر بشري للتأكد من الأكواد والمراجعة، وتجميع المعلومات الواردة من الذكاء الاصطناعي، حسب ما يرى أستاذ البرمجة.
تأثير على معدلات التوظيف
يأتي التأثير الأبرز للذكاء الاصطناعي على البشر في تقليل معدلات التوظيف، حتى وإن لم يحل محل العمالة بصورة كلية، غير أنه سيؤثر وبشدة على عدد العمالة المطلوبة، بعد إدخاله بنظام العمل، خاصة بعد أن دخل الذكاء الاصطناعي مجال الوظائف الاجتماعية التي تتطلب التحدث والاستماع كبرامج الدردشة، والتواصل رغبة في الحصول على الدعم النفسي، بحسب ما ذكره «حسان».