في محاولة جديدة من الحكومة لزيادة المعروض من المشغولات الذهبية في الأسواق المصرية والوصول إلى حالة الاستقرار في أسعار الذهب، قرر مجلس الوزراء إعفاء واردات الذهب من الضريبة الجمركية والرسوم الأخرى، عدا الضريبة على القيمة المضافة، بهدف أن يؤدي في النهاية إلى النتيجة المرجوة منه وهي استقرار الأسعار ومن ثم رواج حركة البيع والشراء.
الاستثمار في الذهب أم شهادات الادخار؟
وتزامنًا مع قرار مجلس الوزراء بإعفاء واردات الذهب من الضريبة الجمركية، زاد التساؤل عن الطريق الأفضل لاستثمار الأموال، أهي الذهب المستورد أم شهادات الادخار؟ وكيف يُمكن التوفيق بين تحقيق عائد مادي كبير وتقليل نسبة الخطورة؟
أوضح الدكتور علي الإدريسي، الخبير الاقتصادي، أنه على الرغم من أن قرار مجلس الوزراء بإعفاء واردات الذهب من الضريبة الجمركية سيؤدي إلى زيادة نسبة المعروض من المشغولات الذهبية، وأنه على الرغم من كون الاستثمار في الذهب قد يحقق عائدًا ماديًا كبيرًا، إلا أن نسبة المخاطرة فيه مرتفعة جدًا، ما يجعل مكسبه الكبير قد يتحول إلى خسارة فاضحة، بعكس شهادات الادخار التي تحقق عائدًا ماديًا بسيطًا ولكن مضمون ولا تحمل شيئًا من المخاطرة.
النهج الأفضل في الاستثمار
وأضاف «الإدريسي»، خلال حديثه لـ«»، أن دائمًا النهج الأفضل للاستثمار هو ما يتماشى مع المثل القائل «لا تضع البيض كله في سلة واحدة»، بمعنى أنه يفضل استثمار المال في أكثر من طريق، وأنه لذلك وسيرًا على هذا النهج يُفضل أن يستثمر الشخص جزءًا من أمواله في الذهب وجزءًا آخر في شهادات الادخار؛ ليضمن الحصول على عائد مادي ثابت شهريًا وبدون مخاطرة يساعده في تحسين وضعه المادي من خلال الشهادات، وفي الوقت ذاته لديه الفرصة لتحقيق عائد مادي كبير من خلال الاستثمار في الذهب: «وبرضو لو حصل وتعرَّض للخسارة في الدهب مش هيكون خِسر كل فلوسه، وهيكون قدامه فرصة أنه يبدأ من الأول».
ونصح الخبير الاقتصادي أنه في حال الاستثمار في الذهب من الأفضل ألا يتعجل الشخص في بيع ما يملكه من مشغولات ذهبية إلا في حال ارتفاع الأسعار بشكل يحقق له عائد مادي مُرضي جدًا بالنسبة له، لافتًا إلى أن الاستثمار في هذا المعدن الأصفر يتطلب الصبر والانتظار لفترة زمنية تصل إلى عام أو عامين: «مينفعش الشخص لو بيتاجر في الدهب يفضل كل يوم يشوف الأسعار وكل ما تزيد حاجة بسيطة أو تنقص يقول أبيع ولا مبعش.. لازم يستنى شوية لحد ما يتأكد أنه هيحقق مكسب كبير».
الاستفادة من أذون الخزانة
وإلى جوار الاستثمار في الذهب وشهادات الادخار، نصح الخبير الاقتصادي علي الإدريسي بأهمية الاستفادة من أذون الخزانة، وهي إحدى طرق الاستثمار التي تتيحها البنوك، ويُمكن من خلالها استثمار الأموال بداية من 25 ألف جنيه ومضاعفاته، على أن تكون المدة الأدنى 3 أشهر والأقصى سنة.
وأشار «الإدريسي» إلى أنه في حال كان الشخص يمتلك مبلغًا من المال بحيث لا يقل عن 25 ألف جنيه، وسيحتاج إلى إنفاقه في أمر معين بعد عدة أشهر، فمن الأفضل له استغلال هذه الفترة من خلال شراء أذون خزانة والاستفادة من فائدتها الربع سنوية التي تُقدر بـ4.45%: «لو حد مثلًا معاه 25 ولا 50 ألف جنيه وهيحتاجهم في أي مصلحة بعد كام شهر.. هو هيكون مش عارف يستثمر في الدهب علشان خايف يخسر، وفي نفس الوقت مش هينفع يستثمر في شهادات الادخار لأن أقل فترة فيها سنة، ففي الحالة دي يكون الأفضل بالنسباله بدل ما يركن الفلوس أنه يستفاد منها من خلال أذون الخزانة خاصة أن عائدها مضمون وثابت مفيهوش أي مخاطرة».