في مشهد يشرح القلوب، اعتاد الرجل الستيني «أيمن الغنيمي» على ترتيل بضع آيات من الذكر الحكيم بصوت خافت وفي هدوء، وحيدًا أعلى النيل، بعد أن يتحرك من منزله بدراجته الهوائية ممسكًا مصحفه، في وقت تنطلق فيه العصافير مع الغروب، ليجلس ويتدبر حتى تغيب الشمس، مجسدا معنى مقولة «الكل في حضرة الله آمن».
من أعلى كوبري «المدير» بالمنصورة كانت البداية وتحديدًا عندما مرت طالبة كلية الآدب «سهيلة صالح» ابنة الدقهلية التي تهوى التقاط الصور الفوتوغرافية من حين إلى آخر فالتقطت لـ«عم أيمن» صورة قائلة: «أنا كعادتي بصور وبوثق أي حاجة ملفتة أو مهمة بشوفها عم أيمن مكنتش اعرفه وكان بينزل كل يوم يقرا قرآن وشوفته أكتر من مرة وحاولت أوصله، وصورته أكتر من صوره وقت وقت الغروب».
رواج واسع للصورة على مواقع التواصل
الصورة التي التقطتها الطالبة، لاقت رواجًا كبيرًا ولفتت انتباه رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وتبين أنها لرجل يدعى أيمن الغنيمي من مدينة المنصورة ووجدوا فيها مساحة من الطمأنينة والرضا إذ تقول سهيلة التي التقطت الصورة خلال حديثها لـ«»: «شوفت عم أيمن بييجي مرتين بعجلته وبيركنها في مكان قريب من المكان اللي بيقعد فيه في حالة هدوء لوحده على النيل وبعدين وهو خارج من المكان بياخد عجلته وبيطلع بيها على الكوبري ويتحرك اللي هو كوبري المدير في المنصورة محافظة الدقهلية».
وتابعت الفتاة التي تدرس في الفرقة الثانية بكلية الآداب في جامعة المنصورة: «المكان كان صعب جدًا وبعيد إلى حد ما وكان في مسافة بعيدة عشان أعمل زووم وعشان أوصل قدرت ان أنا أعمل تقطير ولقطت الصورة بالموبايل مش كاميرا واتفاجئت بالضجة اللي عملتها الصورة».
وعلى مدار الأيام الماضية تساءل رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن حقيقة الصورة التي نالت إعجابهم إذ ظهر «عم أيمن» في عدة صور التقطتها المصورة الشابة وشاركوها بشكل واسع عبر صفحاتهم الشخصية على منصات السوشيال ميديا وجاءت تعليقاتهم داعمة للرجل الذي يقرأ القرآن في حالة من الهدوء والسكينة، ومن بينهم تعليق: «الكل في حضرة الله آمن».