*العاروري حين يضع النقاط على الحروف ..عوض أبو دقة

وضع *نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الشيخ صالح العاروري*، النقاط على الحروف فيما يتعلق بمعركة (ثأر الأحرار)، حين تحدث بمنتهى الوضوح، أن من قاد المعركة الأخيرة، وتحمل عبء المواجهة فيها، وخاضها ببسالة، هي *حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.*
العاروري، وقف في حضرة *الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة*، وقيادات الفصائل وقوى المقاومة الفلسطينية، بمجلس التبريكات بشهداء  معركة (ثأر الأحرار) في بيروت، مهنئاً النخالة بالانتصار في المعركة.
والانتصار في معركة (ثأر الأحرار) كان في الأداء الميداني المميز *لسرايا القدس*، وفي الأداء السياسي اللافت *لحركة الجهاد الإسلامي*، التي فرضت صيغة اتفاق وقف إطلاق النار، حرفاً حرفاً، وفق القائد النخالة.
ووصف العاروري المعركة الأخيرة، بأنها كانت موفقةً وبطولية، مشيراً إلى أن *حركة الجهاد الإسلامي* وقفت فيها نداً لكيان الاحتلال، وفرضت عليه معادلاتها، ليتناغم في ذلك مع النخالة، الذي قال :”لقد أبلى مقاتلونا  في الميدان بلاءً حسناً، وفي المعركة السياسية فرضنا صيغة اتفاق قوية، ليكون اتفاقاً غير مسبوق”.
وعرج العاروري للحديث عن أحد شهداء معركة (ثأر الأحرار)، وهو *الشهيد القائد طارق عز الدين،* الذي عرفه عن قرب خلال سِني الأسر في سجون الاحتلال، معتبراً أن الله تعالى اصطفاه، لاسيما وأنه عانى كثيراً من مرض السرطان في الدم.
وحول الشهيد عز الدين، قال العاروري :”لقد كان مُشرِفاً على العمل المقاوم في الضفة الغربية وخشي العدو وانزعج من إمكانية اتساع العمل المقاوم هنالك، لذلك أقدم على اغتياله”، وفي ذلك إقرارٌ واضح من الرجل بأن من يقود المواجهة في تلك الساحة، هي *حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين*، التي كان الشهيد طارق، مسؤولاً عن ملف الضفة الغربية فيها. 
ولم تَفُت العاروري الإشارة إلى صِدق *حركة الجهاد الإسلامي*، من خلال اقتران وانسجام أفعالها مع شعاراتها وخطاباتها، حين قال :”أن تتقدم القيادات الصفوف الأولى في المواجهة والشهادة، هذا دليل الصدق”.
وبتصريحات العاروري هذه، تكون الصورة وضحت بصورة لا لبس فيها حول معركة (ثأر الأحرار)، والتي تُقدر *حركة الجهاد الإسلامي* فيها مواقف كل الفصائل الفلسطينية، التي شاركت بدعمها، فمنهم من قدَّم دماءً في الميدان، ككتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الذراع العسكرية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وكتائب المجاهدين، ومنهم من حمى ظهر المقاومة، كحركة حماس، وذراعها العسكرية، ولجنة العمل الحكومي في غزة، ومنهم من دعمها بالموقف السياسي والمجهود الإعلامي كسائر القوى والفصائل، ولا استثني منهم أحداً، وبهذا ترتسم لوحة جميلة تغيظ العدو، الذي راهن على ضرب وحدتنا الداخلية.
…………….
*محاضر بكلية الإعلام في جامعة دمشق**