قلم قد يبدو طبيعيًا، حصلت عليه الطالبة السورية إسراء عبدالعزيز فاعور من المملكة العربية السعودية ينتمي لإحدى الشركات التي وضعت تعليماتها على القلم بأنّ خطه يختفي تلقائيًا بعد ساعة من الكتابة ولا يجوز استخدامه في الأوراق والعقود الرسمية، وهو ما لم يكن في حسبان الطالبة التي اختارته لأداء أحد اختباراتها، فـ تسبب في حرمانها من درجاتها.
أول تعليق من الطالبة إسراء فاعور
الطالبة إسراء فاعور البالغة من العمر 24 عامًا، وتدرس في كلية طب الأسنان بـ جامعة الشام الخاصة، تروي لـ«» كواليس حرمانها من درجاتها في مادة الجراحة الفموية الصغرى، بعدما كتبت إجاباتها بقلم «سحري» لم تقرأ التعليمات المدونة عليه منذ شرائه، تقول الطالبة العشرينية: «اشتريت القلم قبل ما أسافر على سوريا وخدته معايا من السعودية واشتريته من المكتبة هو نوعه Pilot، وكنت بكتب به قبل كدا ملخصات ولا مرة قريت التعليمات اللي على القلم».
وأدت «إسراء» إجابات المادة في امتحانات «الميد تيرم» وليست الاختبارات النهائية كما هو متداول عبر صفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدة أنّها لا تحب الغش، وبطبيعها لا تحب الاستعانة بزملائها في إجابات الأسئلة، تحكي الطالبة: «أنا ولا عمري حبيت الغش ولا بحب أستخدم الطريقة دي، لو جبت علامة مش كويسة بيكون عشان أنا مدرستش كويس، ولو جبت علامات كويسة بيكون بمجهودي».
وبعد إنهاء اختبار المادة، أجرت الطالبة «إسراء فاعور» بقية الاختبارات بقلم مختلف ولم تنتبه إلى تغيير القلم، فـ عادة ما تصطحب الطالبة قلمين مختلفين أثناء أداء الاختبارات، وهو ما كان سببًا في أن تكون ورقة هذه المادة دونًا عن غيرها من المواد بيضاء تمامًا بحسب تعبير «إسراء»: «بعد أسبوع طلبتني إدارة الجامعة، لأنهم لاحظوا أثناء مراجعة التصحيح إنّ مفيهاش ولا شيء ولونها أبيض، وقالوا إحنا هنساعدك في العملي، لكن أنا اعترضت وقولت درجاتي راحت فين؟».
كانت الورقة البيضاء للطالبة إسراء، دافعًا لإدارة الجامعة لمراجعة دفتر توقيع الطلاب، ليجدوا اسمها مدونًا بالفعل، وهو ما يعني أنّ الطالبة قد حضرت الامتحان ولم تتغيب: «الشكر كله لدكتور شريف الأشقر رئيس الجامعة هو اللي ساعدني بكل القصة وهو اللي خطر له فكرة أنّه يشوف القلم اللي كتبت به، وقرأ التعليمات الموجودة عليه وعرف أنّ حبره بيختفي وبيعود إذا وضع في درجة -10»، حسب تعبيرها.
الطالبة تشتهر بتفوقها الدراسي
الطالبة التي تدرس بالعام الخامس في طب الأسنان، اشتهرت بين أساتذتها وزملائها بالتفوق، وهو الأمر الذي استند عليه رئيس الجامعة وعميد الكلية، وقررا وضع ورقة الإجابة بالثلاجة ولم يمر سوى نصف ساعة حتى ظهرت إجابات الطالبة لتثبت صدق حديثها، تقول «إسراء»: «الجامعة كلها عارفة إني طالبة شاطرة وعميد الجامعة كان بيحاول يساعدني بكل الطرق، ولما حطينا الورق بالتلاجة رجع الحبر ولو كنا حطيناه وقت أكتر كان الكتابة ظهرت أكتر، وجامعتي ما قصرتش معايا وقالولي درجاتك هترجع فورًا».
تجنب التعرض لأشعة الشمس كان من بين التعليمات التي وجدتها الطالبة عند البحث عن القلم، وتنصح الشركة المُصنعة للقلم أيضًا بعدم استخدامه في العقود أو الأوراق الرسمية، إذ أكدت الطالبة أنّ القلم موجود بالفعل: «فيه ناس كتير اتهموني بالتزوير وحسيت بالإساءة لما قرأته، والقصة ليست وهمية والقلم بالفعل موجود، وفيه دكاترة كتير قالوا أنّه حدث معاهم هذا الكلام من قبل».
اتهامات بالكذب والتزوير تلقتها طالبة طب الأسنان فور نشر الواقعة مُعللين بأنّ الجامعة لا تحتوي على كهرباء أو ثلاجة وهو ما نفته الطالبة قائلة: «أنا جامعتي فيها كهرباء عادي وفيها ثلاجة، وأنا حسيت بالخوف شوية والهلع، لأنّ دي أول مرة يحدث معي ذلك بمسيرتي الدراسية وأنا كل هدفي أطلع طبيبة أسنان وأخلص تعليمي».
وبعد أن تأكدت الطالبة إسراء فاعور من صحة إجاباتها وأنّ جميعها من محور محاضراتها، استعاد أساتذة المادة أوراق الإجابات مرة أخرى لإعادة التصحيح: «هم حاليًا أخدوا الورق ولسه بيصححوا، بس خلاص انحلت القصة ومستنيين إعلان الدرجات، وأنا الحمد لله بشوف إنّ رب العالمين بينصر أي حد صادق والحق بيظهر في النهاية».
وتقول مديرة شؤون الطلاب في الجامعة رقية ناصوري في تصريحات لـ«» إنّ الطالبة إسراء متفوقة دراسيًا، ومعدلها التراكمي خلال سنين دراستها يتجاوز 80%، مؤكدة أنّ الورقة تعود للطالبة لأنه يوجد تفقد للطلاب الممتحنين وبعد المطابقة جميع الطلاب لهم علامات باستثناء الطالبة إسراء، والورقة الامتحانية تختم بكود معين.
وأضافت مديرة شؤون الطلاب في الجامعة أنّه بعد مطابقة التفقد تبين أنّ الورقة تعود للطالبة ولم يتم إعطاء أي علامة لها بسبب عدم وجود كتابة واضحة، وبعد ذلك تم التأكد من حضور الطالبة.