بحماس لم يسبق له مثيل، وأمل لم ينقطع، قررت السيدة التي تزوجت قبل 30 عامًا، والحاصلة على دبلوم تجارة، لم يرض طموحاتها، البحث عن حلمها جاهدة بكل ما أوتيت من قوة، حتى التحقت في عام 2009، بجامعة طنطا، رفقة نجلتها «إيمان»، لتزاملها في نفس الدفعة نفسها.
قبل أكثر من 30 عامًا، كانت أمل مختار، 49 سنة، التي تمتلك شغفًا بالقراءة وحب المطالعة والمعرفة، قد انتهت لتوها من الدراسة الثانوية، بالحصول على دبلوم التجارة، لكنها لم تستطع تحقيق رغبتها في خوض غمار التعليم الجامعي.
تحكي «أمل» لـ«»: «خلصت دبلوم تجارة سنة 1991، واتجوزت وأنا عندي 17 سنة، وخلفت 5 أولاد، وكان مجموعي يدخلني كلية، بس مكانش في نصيب.. بس فكرة أني أكمل تعليمي مفارقتنيش لحظة، أنا بطبعي بحب التعلم، وعندي شغف بالقراءة والإطلاع على كتب كتير».
أحلام «أمل» لم تنقطع
كعادة كل شيء يأتي سريعا في حياة «أمل»، التحقت بقطار الوظائف في وزارة الزراعة، فور الانتهاء من تعليمها، لتسير في رحلة تقليدية، بعد أن قضت سنوات ترسم في مخيلتها أحلامًا أخرى، وفي عام 2009 كانت «إيمان» أكبر أبناء السيدة الخمسينية، على موعد مع الالتحاق بكلية العلوم.
«بعد 9 سنين شغل في وزارة الزارعة، خدت خطوة أني أكمل تعليمي، ولجأت للتعليم المفتوح سنة 2009، وقدمت فيه، والتحقت بكلية التجارة جامعة طنطا»، تقول السيدة، لافتا إلى أنها كانت نقطة التحول الأولى في رحلة تحقيق حلمها الأكبر.
كانت ابنتي رفيقتي الوحيدة
لم تطرق «أمل» باب الجامعة واحدة: «في نفس السنة اللي التحقت بالجامعة، بنتي الكبيرة إيمان دخلت الجامعة، كنا في نفس الدفعة، هي دخلت كلية العلوم وأنا التجارة، وتقريبا كانت صاحبتي الوحيدة في الجامعة.. بننزل للمحاضرات مع بعض، وبنتقابل في البريك».
الأم تحصل على الدكتوراه في إدارة الأعمال
رغم اقترابها من إتمام عامها الخمسين، إلا أن أحلام «أمل» لم تتوقف، عند حصولها على درجة البكالوريوس، واتجهت إلى استكمال تعليمها: «قررت بعد التخرج أخد دبلومة، وبعدين اشتغلت على الماجستير، وربنا كرمني أخيرًا وحصلت على الدكتوراه في إدارة الأعمال بامتياز مع مرتبة الشرف».
أحلى يوم في حياة الابنة
بسعادة بالغة تقول «إيمان» نجلة «أمل»، إن يوم حصول والدتها على الدكتوراه، أسعد أيام حياتها: «امبارح كان أحلى يوم في حياتي وأنا بشوف ماما في الحصول على الدكتوراه، لحظة فخر وسعادة كبيرة ليا ولعائلتي، وأنا ممتنة جدا وفخورة بيها أوي».
وتضيف في حديثها لـ«»: «أنا فخورة بيها، لو كان لينا حق اختيار الأم مكنتش هقدر أختار غيرها، دايما بتديني مثال في الصبر والاجتهاد، وعدت كل المقاييس في أن الإنسان ميبطلش يحلم».