| «ريتال» طفلة تقضي نصف عمرها في العمليات الجراحية.. الأطباء تدخلوا لإنقاذها

طفلة لم يتعد عمرها بضعة أشهر خضعت للعديد من العمليات الجراحية التي أنهكت جسدها الصغير، بسبب عيوب خلقية ظهرت مع «ريتال» بعد مرور 15 يومًا فقط من ولادتها، لتبدأ رحلة علاج طويلة امتدت قرابة الـ6 أشهر حتى تستعيد عافيتها كباقي الأطفال في مثل عمرها.

رحلة يومية من بني سويف إلى القاهرة

ريتال مصطفى علواني، تبلغ من العمر عام ونصف العام، تنتقل يوميًا مع أسرتها منذ شهر نوفمبر الماضي من محافظة بني سويف إلى القاهرة لتلقي العلاج في أكاديمية جراحات القلب في جامعة عين شمس، حيث قضت بها نصف عمرها هناك، بعد أن باتت حياتها مهددة بالخطر منذ ولادتها بسبب مشاكل في القلب والغدة الدرقية، استدعت إجراء العديد من العمليات الجراحية بدأت بعملية تسليك صمام وثقبين في القلب.

أماني يونس والدة الصغيرة، تروي لـ«» رحلة المشقة التي ظهرت منذ شهرين من ولادة «ريتال» كـ«دور برد عادي»، إلا أنّه بعد خضوع الطفلة للكشف، أبلغ طبيب الأطفال المعالج، أسرتها بضرورة إجراء أشعة على القلب بسبب قصور وجده الطبيب في نبضات قلب الصغيرة، وفق الأم: «الدكتور قال إنّ نبضات القلب مش كويسة وطلع فعلًا فيه مشاكل، واكتشفنا إنّ ريتال عندها ثقبين في القلب وصمام محتاج تسليك». 

أكاديمية جراحات القلب شهدت أولى العمليات التي خضعت لها الطفلة «ريتال» لإصلاح العيوب الخلقية، ثم جرى وضع الطفلة على جهاز التنفس الصناعي، بعد ذلك أجرت «ريتال» عملية الشق الحنجري لتحسين عملية التنفس، وبالفعل تم فصل أجهزة التنفس الصناعي عن الطفلة لفترة وجيزة لتعود إليها مرة أخرى، وفق والدتها: «بعد الشق الحنجري الدكاترة شالوها من جهاز التنفس وبعدين قالو هيعملوا عملية تثبيت حجاب حاجز».

لم يقف علاج الطفلة عند هذا الحد، بل عانت «ريتال» كل ما يمكن أن يحدث من أسوأ المضاعفات، إذ تقول الأم إنّ الأطباء اكتشفوا عيوب خلقية بالغدة الدرقية والمعدة والأمعاء والقصبة الهوائية والرئة اليسرى والحجاب الحاجز والمناعة، بالإضافة إلى أكثر من 30 مرة إصابة بالتهاب رئوي وتسمم الدم، وأكثر من 50 عملية نقل دم، وما يزيد عن 50 مرة انسداد الشعبة اليسرى وانخساف الرئة وتوقفها عن العمل وارتفاع ثاني أكسيد الكربون بالدم إلى  أرقام لم تشاهد من قبل بحسب الأطباء المعالجون للحالة.

الطفلة تعاني الانسداد المعوي

وعلى الرغم من تحسن حالة الطفلة بشكل ملحوظ منذ بداية رحلة العلاج، إلا أنّها مازالت تعاني من انسداد معوي بدأ بعد ولادتها بـ3 أشهر، وأخبر الأطباء والديها أنّها تحتاج إلى إجراء أشعة بالصبغة، فيما لم يُرجح البعض هذا الإجراء لما له من خطورة على حالتها الصحية كون الطفلة تعاني من النقص الغذائي، بحسب مصطفى علواني والد الطفلة.

حالة من الرضا يشعر بها والد الصغيرة بعد استقرار حالتها الصحية بعض الشيء، بعد أن قضت نصف عمرها بين غرف العمليات والرعاية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي، يقول الأب: «الحالة استقرت أكتر من الأول كتير، دلوقتي الحمد لله بقت بتنام عادي، لكن قبل العملية مكانتش بتنام خالص، ووالدتها كانت بتنام نص ساعة وتقوم عشان ضيق التنفس اللي كان بيحصل لريتال».

ومنذ خروج الطفلة «ريتال» من غرفة الرعاية المركزة تعاني من نقص ملحوظ في الوزن ، ولكن لم يمنعها ذلك في ممارسة حقها كطفلة في الحبو ومداعبة والديها: «أول ما فاقت من الرعاية بدأت تقعد وتلعب، وبتحبي وتضحك معانا وحالتها كويسة الحمد لله».

العيوب الخلقية التي تعاني منها الطفلة منذ ولادتها، رجّح الأطباء أنّها بسبب زواج الأقارب بين والدها ووالدتها، أو طريقة الولادة التي اتبعتها الأم عند «داية»، وهو ما نفاه الأب قائلًا: «معتقدش إنّ العيوب الخلقية دي بسبب زواج الأقارب لأنّ أنا عندي چنا عمرها 9 سنوات ويوسف 4 سنوات حالتهم زي الفل ومفيهومش أي حاجة».