انتقل من مدينة السويس إلى القاهرة في عمر السابعة عشر، هاربًا بمبلغ 6 جنيهات أخذهم من جدته لأمه، بعدما أخبره البعض أنّه يمتلك صوتًا رائعًا، ليبدأ رحلة معاناته داخل العاصمة مفلسا بعدما فقد الجنيهات، هذا ما تذكره الفنان الراحل إسماعيل ياسين، وبكى على الهواء عندما كان يروي هذه الحكاية في لقاء إذاعي نادر مع الإعلامي طاهر أبو زيد، وبمناسبة ذكرى وفاته اليوم، إذ رحل في 24 مايو عام 1972 نستعرض لكم في السطور التالية تفاصيلها.
قصة هروب إسماعيل ياسين إلى القاهرة
ويروي إسماعيل ياسين في اللقاء النادر ظروف نشأته في مدينة السويس، وقصة هروبه للالتحاق بمعهد الموسيقى والذي وجده مُغلقًا، ليفشل فيما خطط له، ويضيق به الحال بعد تنكر أقاربه له، ويقول «أبو ضحكة جنان»: «بقيت محتاس في مصر أروح فين وأجي منين، ولاد خالي كانو بيروحوا عند والدي باستمرار وكان بيكرمهم، وبعدين روحت عندهم قالولي جاي ليه أول ما شافوني، قولت لهم أنا جاي لمعهد الموسيقى، واحدة قالت لي لأ ياخويا إحنا منحبش حد يبقى في عيلتنا مطرب، والظروف عاكستني وسيبتهم لأنّ نفسيتي متحملتش».
كان فقدانه لمبلغ الـ6 جنيهات وطرد أقاربه له، سببًا في البحث عن مكان لينام فيه، فراح يجوب الشوارع ليجد في منطقة السيدة زينب ملاذًا آمنًا له: «كان آخر ملجأ أنا كنت بنام فيه هو جامع السيدة زينب، وبقيت أنام والراجل الإمام بتاع الجامع يرفصني برجله ويقولي قوم، وكانت السيدة زينب طول الليل بتبقى فاتحة، لكن بعد ما مشيت قُفل مسجد السيدة زينب بعد العشا، يعني أنا من الأسباب الرئيسية اللي قفلت جامع السيدة زينب بعد العشاء، وكانو بيفتحوها في الفجر بس».
تهمة بسرقة «طقم شاي»
كان مسجد «مراسينا» القبلة الثانية لـ«سُمعة» بعدما طرده إمام المسجد، خاصة وأنّه كان لا يمتلك من المال ما يوفر له مسكنًا، وتسبب ذلك في طول شعر ذقنه واتساخ ملابسه.
يستكمل إسماعيل ياسين: «احتست مكنتش عارف أعمل إيه، روحت مراسينا في السيدة زينب لقيته زحمة فاستخبيت ورا الباب، ومن تعبي نمت، وبعدين لقيت واحد بيصحيني بقوله أفندم قالي قوم، أنت اللي سرقت طقم الشاي ولازم أوديك في داهية، وشيخ الجامع حكيت له حكايتي وطلع طيب، وخدني على بيته وغسلي هدومي، قالي عشان متنزلش لأبوك مبهدل، وإداني 35 قرشًا وكانت المواصلات بـ32.5».
ومع كل الظروف الصعبة التي عاشها إسماعيل ياسين في بداية حياته، لم ينكر فضل الله فيما وصل له خلال مسيرته الفنية، يقول: «إذا كنت بتشوفني ربنا مرفّه عني، يمكن عشان أنا استحملت التعب والغلب والشقى والمرمطة حتى إني وصلت لهذا، ولذلك ربنا بيديني، الحمد لله».