على مدار عامين، تفرغت فتاة عراقية لخوض رحلة معرفية مختلفة، من خلال إجراء بحث حول طرق التعليم المبتكرة في 22 دولة عربية، رغبة منها في نقل التجارب المتقدمة في التعليم إلى الدول الأخرى، فضلًا عن تأسيسها عديد من المبادرات والمشروعات، التي كان لها أثر على واقع التعليم العراقي، وبعد انتهاء رحلة البحث، نشرت ما توصلت إليه في كتاب يحمل اسم «رحلة تعليم».
«بعد حصولي على بكالوريوس العلوم من جامعة بغداد، سعيت للتطوع في مجالات التعليم، ورغبت في إحداث التغيير»، بحسب ما قالته العراقية هاجر حسين، 27 عامًا، في حديثها لـ«»، موضحة أنها بدأت بحثها حول طرق التعليم المتطورة من خلال إجراء مقابلات مع أكثر من 70 شاب وفتاة بمختلف الدول العربية (22 دولة)، حدثوها عن تجربة تعليمهم في المدارس والجامعات ببلدانهم، والمزايا والعيوب في أنظمة التعليم من وجهة نظرهم، فضلًا عن استعانتها بآراء المصادر الرسمية للدول والأبحاث والوثائق التي أجريت حول أساليب التعليم من قبل.
مهمة النهوض بالتعليم لا تقتصر على الحكومات
كان الهدف الأول من بحث هاجر، تطوير وتحسين واقع التعليم العربي، لأنها آمنت أن مهمة النهوض بالتعليم، لا تقتصر على الحكومات والمنظمات العالمية، بل لا بد أن يكون للمجتمع دورا فيها، ويبدأ ذلك الدور من الإدراك بضرورة الاهتمام بالتعليم، واعتباره أولوية في الحياة، ومن ثم تشخيص المشكلات والتحديات، والعمل على تسليط الضوء عليها، لتوجيه الحكومات على إيجاد حلول لها.
تقول: «حاولت من خلال بحثي التعرف على الأنظمة التعليمية المختلفة، خاصة للدول العربية، بسبب الطبيعة المتشابهة والظروف المشتركة»، وبعد انتهائها من البحث حولتّه إلى كتاب لإفادة كل المهتمين والمسؤولين في مجال التعليم عن طريق نقل التجارب الناجحة لبلدانهم وتجنب الاخفاقات السابقة، مما يسهم في تسريع عجلة الالتحاق ببقية الدول المتقدمة.
حلم وصول الكتاب إلى الشباب العربي
من الأسباب الاخرى التي دفعت الفتاة العراقية إلى إجراء ذلك البحث، عدم إيجادها أي كتاب يجمع الانظمة التعليمية في كل دول العالم العربي، وقد تطوع مركز كلمة شبابنا العراقي، بإصدار كتاب «رحلة تعليم»، الذي يحكي خطة «هاجر» خلال البحث والنتائج التي توصلت إليها.
وتسعى الشابة العراقية حاليًا، إلى التواصل مع عديد من المؤسسات العربية المعنية، الحكومية والمدنية، لتوصيل الكتاب لهم، مع عقد اجتماعات وملتقيات للحديث عن محتواه وكيفية الاستفادة منه: «أسعى كذلك إلى وصول الكتاب إلى أكبر عدد من الشباب العربي المهتم بالمجال التعليمي، لنفسح لهم الفرصة للاطلاع على تجارب الدول الاخرى والاقتباس منها».