تصريحات صادمة، أطلقها إريك شميدت الرئيس التنفيذي السابق لشركة «جوجل»، أمام مجموعة من أكبر المديرين التسويقيين حول العالم، بشأن الذكاء الأصطناعي، وتهديداته لمستقبل البشر، خاصة بعدما لاقي انتشارا واسعا في جميع المجالات خلال الفترة الأخيرة.
وقال الرجل الذي أمضى عقدين من حياته في ترأسه لعملاق البحث في العالم «جوجل»، وباحثًا في مجال الذكاء الاصطناعي، يوم الأربعاء الماضي، في لندن، إن «الذكاء الاصطناعي ربما يستخدم في قتل الناس في المستقبل»، بل رأى أنه قد يمثل «خطرًا وجوديًا» على البشرية ككل، مضيفا أنه ربما يتعرض كثير من الناس للخطر أو الأّذى بسببه.
الذكاء الاصطناعي الخبيث واكتشاف علم أحياء جديد
أوضح شميدت الحاصل على دكتوراه في علم البرمجيات، أن التكنولوجيا التي تستخدمها جوجل، من خلال نظام الدردشة الآلي على سبيل المثال، يمكن أن تستخدم فيما بعد بشكل خاطئ، عندما تصبح أكثر تقدمًا، ما يسبب نوعا من الخطر على بعض الناس.
وركز في تصريحات لجريدة «وول ستريت» الأمريكية، قبل قمة مجلس الرؤساء التنفيذيين.، بشكل خاص على قدرة الذكاء الاصطناعي المتزايدة على قرصنة البرامج، بل وتطرق إلى قدراته الجديدة في المجالات البيولوجية التي قد تؤدي إلى إنشاء أسلحة بيولوجية مخيفة أو اكتشاف أنواع جديدة من علوم الأحياء، ولم يوضح أي نوع من علم الأحياء، الذي يحلم به الذكاء الاصطناعي الخبيث، الذي يثير قلقه أكثر من غيره.
يشار إلى أن تصريحات شميدت، لم تكن التحذيرات الأولى، بل تنضم إلى عديد من التحذيرات التي انطلقت من رواد التكنولوجيا في منطقة «سيليكون فالي»، حول الأسئلة الأخلاقية والأخطار المميتة من الذكاء الاصطناعي، فكان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك والمؤسس الشريك لشركة Apple ستيف وزنياك، والعالم الراحل ستيفن هوكينج من أشهر منتقدي الذكاء الاصطناعي، الذين يرون أنه يمثل خطرًا عميقًا على البشر، وأنه سيكون له أثار كارثية في المستقبل.
استقالة شميدت من جوجل
يذكر أن إريك شميدت عراب الذكاء الاصطناعي، استقال في وقت سابق من العام الجاري، بشكل مثير من جوجل، محذرًا بعد استقالته مباشرة، من أن هذه التقنية يمكن أن تقلب الحياة رأسًا على عقب، خاصة الإنترنت، فقد يغرقه بالصور ومقاطع الفيديو والنصوص الكاذبة والمزيفة إلى الحد الذي يصل إلى أن الإنسان العادي، ولن بعرف الحقيقي من المزيف، وكان ذلك خلال تصريحاته لصحيفة «نيويورك تايمز».
وقد ترأس شميدت مؤخرًا، لجنة الأمن القومي الأمريكية المعنية بالذكاء الاصطناعي، وخطورته واستخدامه نيابة عن الحكومة الفيدرالية، ويعد من أحدث موظفي جوجل السابقين الذين أعلنوا معارضتهم للتطور السريع للتكنولوجيا، خاصة تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في الأونة الأخيرة، نقلاً عن جريدة «ديلي ميل» البريطانية.
بيل جيتس ضد شميدت
كان لمؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس والمدير التنفيذي لجوجل ساندر بيتشاي وعالم الحاسوب رايموند كورزويل، رأيًا معاكسًا تمامًا لشميدت، فقد أشادوا بدور تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في جميع المجالات، بل اعتبروه أهم ابتكارات العصر الحديث، لكن من بين هؤلاء العمالقة في مجال التكنولوجيا، ساعد شميدت وحده في إنشاء تقرير ضخم من 756 صفحة للحكومة الأمريكية، حول مخاطر الأمن القومي التي يشكلها الذكاء الاصطناعي.
وأوضح شميدت، في تقريره عام 2021، أن« أمريكا ليست مستعدة للدفاع أو المنافسة في عصر الذكاء الاصطناعي، وهي الحقيقة التي يصعب مواجهتها»، مشيرا إلى أن «الصين هي القوة العظمى الآن في مجال الذكاء الاصطناعي على كوكب الأرض»، ونصح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بمضاعفة الحكومة الأمريكية، نفقتها على البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، لتصل إلى 32 مليار دولار سنويًا في عام 2026.