برد ناري من أمين عام حزب المؤتمر الوطني الحاكم في جنوب إفريقيا فيكيل مبالولا، تعرض مذيع برنامج “بي بي سي هارد توك”، ستيفن ساكو، للإحراج، عقب سؤال عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وبعد أن توجه الصحفي البريطاني ستيفن ساكو إلى فيكيل مبالولا بالسؤال الآتي: “جنوب إفريقيا عضو في معاهدة المحكمة الجنائية الدولية، إذا جاء بوتين إلى هنا في أغسطس كما هو مخطط له، فستكون حكومتك ملزمة باعتقاله، بصفتك رئيسا لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، هل تعتقد أن حكومتك يجب أن تعتقل فلاديمير بالفعل؟”
ليرد فيكيل مبالولا قائلا: “إذا كان الأمر يعود لحزب المؤتمر الوطني الحاكم، فإننا نرغب بأن يأتي الرئيس بوتين إلى بلدنا من الغد”.
ليسأل المذيع: “أنتم ترحبون بفلاديمير بوتين هنا في الوقت الحالي وهو الرجل الذي يتم التحقيق معه بجرائم حرب من قبل المحكمة الجنائية الدولية؟” على حد زعمه.
في حين أجاب السياسي الجنوب إفريقي بالقول: “سنرحب به كجزء لا يتجزأ من بريكس، لكننا نعلم أننا مقيدون من قبل المحكمة الجنائية الدولية فيما يتعلق بذلك..بوتين رئيس دولة..هل تعتقد أنه يمكن اعتقال رئيس دولة في أي مكان؟”
وأضاف: “كم عدد الجرائم التي ارتكبتها بلدك في العراق؟ كم عدد الجرائم التي ارتكبها حتى اليوم الآخرون في العراق وأفغانستان؟ هل اعتقلتموهم؟” متابعا: “أثرتم الكثير من الضجيج حول بوتين من أجل السلام بين روسيا وأوكرانيا وفشلتم في حل الحرب..أين أسلحة الدمار الشامل (يقصد التي أشارت إليها واشنطن ولندن كذريعة لغزو العراق عام 2003)، ذهب توني بلير (رئيس وزراء المملكة المتحدة من عام 1997 إلى عام 2007 وذلك لثلاث فترات رئاسية متتالية) إلى العراق وادعى أن هناك أسلحة دمار شامل..هل ترى من يقف ضد ذلك في بريطانيا؟ مات ملايين الأشخاص في العراق وأفغانستان ولا وجود لأسلحة الدمار الشامل..نحن نعرف حول ماذا تدور الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ونحن نريد السلام..هذا هو المهم، ويالتالي ممكن أن تنتهي هذه الحرب”.
واستطرد: “ويجب ألا تلتزم أجهزة ومؤسسات العالم التي ترسي السلام العالمي بالصمت في اتخاذ قرار حاسم،
وتداول رواد مواقع التواصل مقطع الفيديو، مؤكدين أن ما قاله فيكيل مبالولا هو الحق، حيث علق أحدهم قائلا: “عندما يصدح الحق”، أضاف آخر معلقا: “نعم صدقت”، وتابع أحدهم: “إفريقيا تنتفض و صارت لا تقبل بتغطرس الغرب السافر”.
وفي مارس الماضي، أصدرت الدائرة التمهيدية للمحكمة الجنائية الدولية، التي لا تعترف روسيا الاتحادية بولايتها القضائية، مذكرة “اعتقال” بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمفوضة الرئاسية لحقوق الطفل ماريا لفوفا بيلوفا.
ومن جانبه أكد دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئيس الروسي، أن روسيا لا تعترف باختصاص المحكمة الجنائية الدولية القضائي، وأن أي قرارات لها باطلة وغير مقبولة من وجهة نظر قانونية.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إلى أن قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لا معنى له بالنسبة لروسيا.
وكتبت زاخاروفا على حسابها في “تيليغرام”: ” قرارات المحكمة الجنائية الدولية لا معنى لها بالنسبة لبلدنا، بما في ذلك من وجهة نظر قانونية”.
كما علق دميتري مدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، بأنه لا توجد حاجة لتوضيح استخدام وثيقة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين، مرفقا أيقونة ورق التواليت.
وكتب مدفيديف على حسابه باللغة الإنجليزية على “تويتر”: “أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف ضد فلاديمير بوتين.. ليست هناك حاجة لتوضيح مكان استخدام هذه الوثيقة”.