مرت 25 عامًا قضاها «عم عزت» بين شوارع القاهرة وأرصفة محطات المترو متنقلًا بين زحامها حاملًا فوق جسده نجله «أحمد» الذي داهمه مرض ضمور العضلات منذ ولادته ضاربًا مثالًا في صبر الأب ودفء الصديق وهو مشهد شبه يومي يشرح مقولة «الأب هو الأمان والسند».
قبل 25 عامًا وهو عمر الابن أحمد الذي أصيب بعد ولادته بمرض الضمور كان «عم عزت» المقيم في منطقة المنيب على موعد مع رحلة علاجية امتدت إلى سنوات إذ بدأ يحمله بين يديه متوجهًا إلى المستشفيات فور إصابته بالضمور: «أحمد عنده ضمور ومشاكل في الحركة من وهو صغير وبقاله سنين بيتعالج في المستشفيات هو عنده 25 سنة وموضوع تعبه ده من ولادته ومقدرش أسيبه والحال ده من سنين بشيله».
أحمد كبر على كتفي
بشكل شبه يومي يبدأ عم عزت رحلته من المنيب إلى مستشفى عين شمس الجامعي بالعباسية حاملًا نجله الذي يتلقى العلاج ليلتقط أنفاسه ثم يعود به مرة أخرى إلى البيت مؤكدًا لـ«»: «أحمد كبر وهو على كتفي أنا ساكن في المنيب وأحمد بيتعالج وبيعمل جلسات في بعض الأماكن لكن في العادة كل أسبوع بتحرك بيه من البيت وبشيله على كتفي وبمشي لحد محطة مترو المنيب علشان أروح مستشفى عين شمس ياخد جلسة العلاج وبرجع بيه تاني».
عم عزت عن نجله: ملوش غيري
«أحمد بيعرف يتكلم كويس لكن هو عنده مشاكل كتير في الحركة بسبب مشكلة في الخلايا العصبية من ولادته.. أنا مشتكتش من شيلته ده ضنايا ومش بقبل حد يساعدني في شيله وأنا في الشارع لأني بخاف عليه بالذات في المترو..هو ملوش غيري أنا وإخواته.. وإحنا اللي قايمين على خدمته في البيت» وفقًا للأب البالغ من العمر 55 عامًا.
لم يرهقه حمل ابنه في هذه السن لكنه يحزن عندما يفكر في المستقبل: «أنا داخل على 60 سنة وخايف مقدرش أشيله لما سني يكبر.. بس بدعي ربنا يحافظ عليه هو واخواته.. ويوسع رزقهم انا بحبهم ومصاحبهم وأحمد بدعي ربنا إنه يتعالج ويبقى كويس وهفضل شايله على كتفي طول العمر إحنا ملناش غير بعض».