مع عامها الأول في كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، انطلق شغفها نحو النحت وصناعة الفخار والخزف، فكانت الهوية المصرية والاهتمام بقضايا المرأة والتعبير عن نفسها وحياتها اليومية هي الطريقة التي لجأت إليها الدكتورة منى غريب، للإعلان عن نفسها وأعمالها، فأقامت 15 معرض شخصي، وشاركت في أكثر من 70 معرضا جماعيا، وحصلت على 13 جائزة.
الدكتورة منى غريب، تعمل أستاذ مساعد بكلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، بدأت النحت كهواية منذ أن كان عمرها 18 عامًا، وكانت المرأة وقضاياها والتعبير عن نفسها، أبرز ما اتجهت إليه في أعمالها الفنية، بحسب حديثها لـ«»: «مهتمة بقضايا المرأة وبعبر عنها، وسبق إني تكرمت من المجلس القومي للمرأة، وكل أعمالي الفنية بتعبر عني».
بدأت «منى» صناعة الفخار والخزف بعد أن حضرت دورات تدريبية للدكتور جابر حجازي، وهو أشهر الفنانين التشكيليين في مصر، وطلبت منه تعليمها الحرفة، تحكي لـ«»: «كان خالي بيعمل نماذج وتماثيل من الخشب، فده أثر عليا في مرحلة الطفولة، لكن مكنتش عارفه إني غاوية النحت أو هتجه ليه، وبدأت فيه من أول سنة في الكلية».
أصرت على تعلم حرفة صناعة الفخار والخزف
أصرت «منى» على تعلم الحرفة على يد الدكتور رغم رفضه في البداية نظرًا لصغر سنها، لكنه وافق وبدأ بتوجيهها ومساعدتها، واكتشفت موهبتها حينها، ومع عامها الأول، فاجأت الجميع بمعرضها الأول في الإسكندرية: «كنت جريئة شوية، فجربت خامات كتير، وعملت معرض شخصي ودي كانت حاجة جريئة بالنسبة لطالب، مكنتش لسة اتخصصت في الكلية، فده كان حدث لطالب لسه صغير ومش متخصص ومش فاهم كل الخامات».
رسالة ماجيستير عن طينات مصر.. ودكتوراه عن طين واحة سيوة
بدأت تتعرف على الخامات بشكل أكتر، مستخدمة خامة الطين، فتميزت، وأصبحت مُعيدة بالكلية، وكانت رسالة الماجيستير الخاصة بها عن طينات مصر، ثم الدكتوراه عن طينة سيوة، وفقا لها: «عملت تجربة كانت حلوة، وهو إني تعاونت مع جمعيات تبع اليونسكو، علشان نرتقي بمنتج سيوة، وعملت أبحاث عن الهوية المصرية، إزاي نعمل شغل لما حد يشوفه يعرف إن اللي عمله إنسان مصري أو واحدة ست مصرية اللي عملته، دي كانت قضية بالنسبة لي، وكان هدفي إن أي حد».
الجمع بين التراث المصري القديم والشعبي والمعاصر
كانت رسالة الدكتورة «منى»، الجمع بين التراث المصري القديم والتراث الشعبي والمعاصر، ونشر الهوية المصرية من خلالها أعمال النحت والخزف، وفي غرفة كبيرة مفتوحة بمنزلها، تعمل طوال ساعات النهار، بحد أدنى 3 ساعات يوميًا: «اليوم اللي مش بشتغل فيه مش بحسبه، أحيانًا بشتغل من 8 الصبح وأول ما المغرب يدخل عليا بوقف شغل، والوقت ده يتخلله إني أروح أعمل غداء، والمكان اللي شغاله فيه هو البيت عندنا، حطيت فيه الفرن والأدوات، وعامله مكان مخصص للشغل ومكان لتخزين الأعمال».
لا تبيع «منى» أعمالها الفنية، بل تعتبرها كهواية وتحتفظ بها، وفقا لها: «لو حد عجبه حاجة وطلب يشتريها بوافق، لكن بعمل شغلي كهواية مش للبيع».