تحقيق يكشف تآمر اللوبي الصهيوني وواشنطن على كوربين

أفاد موقع “Declassified UK”، بأنّ رئيس حزب العمال البريطاني السابق جيريمي كوربين كان هدفاً لـ 34 قصة إعلامية وطنية رئيسية.

ووفق تحقيقٍ أجراه الصحافي مات كينارد، فإنّه جرى الحصول على هذه القصص من قبل مسؤولين سابقين أو حاليين في مؤسسة الاستخبارات والجيش البريطانية، بما في ذلك MI5 وMI6، إذ وصفته كل القصص بأنّه خطر على الأمن البريطاني.

ووفق الموقع، فإنّ حكومات بريطانية عدّة شاركت في الحملة ضد كوربين. 

من جانبه، ألمح وزير الخارجية الأميركي والمدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية مايك بومبيو في اجتماع خاص مع قادة اللوبي الإسرائيلي إلى أنّ الحكومة الأميركية يمكن أن تُنظّم تدخلها الخاص لمنع كوربين من أن يصبح رئيساً للوزراء.

وقال بومبيو في تسجيلٍ صوتي مسرّب حصلت عليه صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية: “يمكن أن يكون كوربين قادراً على دخول التحدي والنجاح في الانتخابات”.

ولفت إلى أنّ ترشّح كوربين “أمرٌ محفوفٌ بالمخاطر، وصعب بالنسبة إلى واشنطن التي لا ترغب في الأمر مطلقاً، وتسعى إلى عدم حصوله”.

موقع “Declassified UK” أشار إلى أنّه “على مر السنين، كان هناك محاولات لتشويه صورة كوربين، وإظهاره على أنّه يُشكّل تهديداً مزعوماً على اليهود”.

وأوضح الموقع أنّه في تموز/يوليو 2018، نشرت 3 صحف يهودية بريطانية مؤيدة لـ”إسرائيل” مقالات افتتاحية متطابقة على الصفحة الأولى تزعم أنّ حكومةً بقيادة كوربين تُشكّل “تهديداً وجودياً للحياة اليهودية في بريطانيا” بسبب “ازدراء كوربين لليهود وإسرائيل”.

وبعد نحو شهر، اتّهم كبير الحاخامات السابق والشخصية الإذاعية في “بي بي سي” جوناثان ساكس، كوربين بمعاداة السامية واتهمه بـ”دعم العنصريين والإرهابيين وتجار الكراهية”.

وطرح الموقع مثلاً آخر، وقال إنّه “خلال حملة الانتخابات العامة لعام 2019، ادّعى كاتب العمود اليميني سيمون هيفر في البثّ الإذاعي المباشر أنّ كوربين “يريد إعادة فتح أوشفيتز”؛ معسكر الموت النازي الأكثر شهرة حيث قُتل اليهود خلال حادثة الهولوكوست.

دعوات لقتل كوربين 
كما أنّ أعضاءً من اللوبي الإسرائيلي البارزين دعوا إلى قتل كوربين، إذ قال عضو اللوبي ليونيل كوبيلوفيتز: “أعتقد أننا يجب أن نضحي بكوربين من أجل كل المشكلات التي تسبب فيها”، مشيراً إلى “التشابه اللفظي بين اسم عائلة كوربين والكلمة العبرية التي تُشير إلى  الضحية”.

وكان كوبيلوفيتز الذي يبلغ من العمر 92 عاماً رئيساً سابقاً لمجلس النواب لليهود البريطانيين.

وأشار الموقع إلى أنّ المجلس يعترف علناً بوجود علاقات عمل وثيقة مع سفارة “إسرائيل” في المملكة المتحدة.

وكذلك، دعا دان هودجز كاتب العمود في “Mail on Sunday” إلى قتل كوربين، ووصفه بـ “مصاص الدماء”.

وفي وقتٍ سابق، أعلن حزب “العمال” البريطاني المعارض أنّه لن يسمح لرئيسه السابق جيرمي كوربين بالترشح على قوائمه في الانتخابات القادمة، بحسب ما ذكرت صحيفة “الغارديان”.

وكان قد فاز كوربين بمقعده في عام 2019 بنسبة 63.4%، ما يعني أنّ لديه الدعم الكبير في المنطقة. ويعتقد أن قادة الحزب يبحثون عن مرشح قوي بدلاً من كوربين الذي يمثل المنطقة منذ عام 1983.

ولو قرر كوربين الترشح كمستقل فسيمثل معضلة أمام “مومينتوم”، وهي حركة القواعد اليسارية التي ظهرت أثناء قيادته للحزب، والتي أصبحت جماعة ضغط من الداخل، والأكثر نقداً لقيادة ستارمر.

وكتب نيل لوسون، رئيس منظمة “كومباس”، إلى الأمين العام للحزب ديفيد إيفانز، قائلاً إنّ “التضييق على المرشحين المؤهلين للاختيار وعلى أسس زائفة لن يساعد الحزب على الفوز بمنصب أو تغيير البلاد”.

يُشار إلى أنّ  رئيس حزب العمال البريطاني السابق، جيرمي كوربين يؤيّد القضية الفلسطينية، ودعا أكثر من مرّة حكومة بلاده إلى وقف تصدير السلاح لـ”إسرائيل” وإنهاء التعاون العسكري والأمني معها.

كما أنّه شارك قبل نحو أسبوعين في مسيرة النكبة الـ75 في لندن، متعهداً بمواصلة دعم فلسطين.