وأفادت وكالة الأنباء الصينية الرسمية (شينخوا) بأن عملية الحفر بدأت الثلاثاء للاستكشاف العلمي في حوض تاريم بمنطقة شينجيانغ الغنية بالنفط في شمال البلاد، مشيرة إلى أن الأمر يمثل علامة بارزة في استكشاف الصين لأعماق الأرض، ويوفر فرصة غير مسبوقة لدراسة مناطق الكوكب العميقة تحت السطح.
وأثناء عملية الحفر ستتوغل المعدات بما في ذلك لقم الثقب وأنابيب الحفر التي تزن أكثر من 2000 طن في عمق الأرض، مخترقة أكثر من 10 طبقات قارية بما في ذلك النظام الطباشيري.
وقالت “بلومبيرج” إن أعمال الحفر قد تساعد في استكشاف المعادن وموارد الطاقة وتقييم مخاطر الكوارث البيئية، مثل الزلازل والبراكين.
ونشرت الوكالة مقطعا يبين أعمال الحفر.
ولاتزال أعمق حفرة من صنع الإنسان على الأرض هي “بئر كولا العميق” التي وصلت إلى عمق 12262 مترا.
وأنشأت الحفرة المعروفة باسم بئر كولا العميق (Kola Superdeep Borehole) من قبل السوفييت ضمن مشروع علمي لاستكشاف قشرة الأرض والتمكن من معرفة المزيد حول ما يكمن تحت أقدامنا، ما تطلب الحفر إلى أعماق غير معروفة.
وانطلق مشروع الحفر في منطقة قريبة من مورمانسك في 24 مايو 1970، مخلفا ثقبا عميقا للغاية، حيث تمكن العلماء، على مدار عقدين، من حفر أكثر من 7.5 ميل (12262 مترا، ما يعادل 40 ألف قدم) في أعماق الأرض.
وفي عام 1992، اضطر العلماء للتوقف عن الحفر لأن درجة الحرارة بلغت نحو 180 درجة مئوية، وهي درجة أعلى بكثير مما كان متوقعا.
وما يزال الخبراء بحاجة إلى معرفة طريقة للتغلب على مشكلة درجة الحرارة هذه للاستمرار في الحفر وعدم تدمير جميع معداتهم في هذه العملية.
ولم يكن الحفر عبثا، حيث عثر العلماء على المياه على بعد 12 كلم في قشرة الأرض، وهو ما كان يعتقد سابقا أنه مستحيل.
ويبلغ قطر ثقب حفرة كولا 23 سم، وغطى الغطاء المعدني به، لذا فمن غير المرجح أن يسقطه أحد، غير أن السكان المحليين يقولون إن الحفرة عميقة للغاية لدرجة أنها قد “تتيح سماع صراخ الأشخاص الذين يتعذبون في الجحيم”، ما دفعهم لإسناد لقب “بئر الجحيم” عليها.
وإذا سقطت في الحفرة، فقد يستغرق الأمر نحو 3.5 إلى 4 دقائق للوصول إلى القاع.