| عالم مصري بوكالة ناسا يشارك في إنشاء تلسكوب فضائي.. «أحمد زويل سبب نجاحه»

رغم تخرجه في كلية الهندسة جامعة بنها، إلا أن العلوم كانت هدف وحياة الدكتور أحمد سليمان، فاجتهد وبدأ بشق طريقه، سار ناحية شغفه، وركزت أبحاثه عن مجال الجاذبية الأرضية، إلى أن أصبحًا عالمًا بوكالة ناسا الفضائية، وحصل على الدكتوراه من جامعة كالتك المُصنفة رقم 1 عالميًا في مجال العلوم.

الدكتور أحمد سليمان، الباحث بجامعة كالتك ومختبر الدفع الصاروخي بوكالة ناسا، وهو المصري والعربي الوحيد المُشارك في مشروع الوكالة الفضائية الأمريكية، ضمن فريق بحثي يصمم تلسكوبًا بكفاءة عالية لرصد موجات حدثت منذ الانفجار العظيم، وتلسكوب «نانسي رومان» الذي سيساهم في تغيير نظرتنا للكون إذ يمكن من خلاله رؤية الكون بالكامل على صفحة من ورق.

يتحدث العالِم المصري لـ«» عن مشروعه الجديد مع «ناسا» قائلًا: «من خلال تلسكوب نانسي رومان اللي شغالين عليه حاليًا نقدر نرصد ملايين المجرات والنجوم في نفس الوقت وفي مساحة صغيرة، هنقدر نبص داخل أي مجموعة شمسية، ونقدر نشوف لو في احتمالية حد عايش في أي كوكب أو مجرة أخرى، وده احتمال كبير، لأن إحنا مش لوحدنا، ومتوقعين ده بس لسة مش عارفين حقيقة ولا لسة».

«تلسكوب نانسي رومان».. مشروع في «ناسا»

تلسكوب نانسي رومان الجديد الذي يعمل عليه الدكتور أحمد سليمان، سيخرج إلى العلن بعد عامين أو ثلاثة، ويحاول رفقة الفريق المشارك معه تطوير التلسكوب: «التلسكوب هيقدر يدخل المجموعة الشمسية ويعمل بلوك لأشعة الشمس عشان يقدر يبص على كوكب زي الأرض، عاوزين نعمل ده بس في مجموعة شمسية تانية».

«سليمان» حصل على الدكتوراه من جامعة كالتك

حصل «سليمان» على رسالة الدكتوراه من جامعة كالتك، وتدور حول رصد موجات حدثت منذ الانفجار العظيم، أي أكثر من 13 مليار عام تقريبًا، وبمعنى أدق، معرفة ما حدث في أول جزء صغير من الثانية عند ولادة الكون، وهو مشروع آخر شارك فيه مع «ناسا»: «من خلال تجربتنا والدكتوراه بتاعتي بنحاول نقدر نرصد موجات الجاذبية التضخمية اللي جاية من بداية الكون، لأنها مهمة جدًا عشان نجاوب عن حاجات كتير في نظرية الانفجار العظيم، أول فريق هيحل المُعضلة دي هياخد نوبل».

ما هو المكان المناسب للإجابة عن تساؤلات نشأة الكون؟

كان القطب الجنوبي هو المكان الذي أعلن فريق وكالة ناسا بدء العمل للإجابة على التساؤلات العديدة عن نشأة الكون، وفق حديث الدكتور أحمد سليمان: «اختارنا القطب الجنوبي وودينا التلسكوب هناك لإنه أفضل مكان نقدر نرصد فيها الموجات دي، في أماكن كتير، ده المكان الأدق، لأن طبقات الغلاف الجوي في القطب الجنوبي بتسمح للموجات إنها تمر على ترددات مُعينة، مقارنة بأي مكان تاني على الكوكب».

يحاول «سليمان» ضمن فريقه استكمال رحلة الإجابة على التساؤلات ورصد الموجات التي ستغير مفهوم العالم ونشأة الكون: «الخطة القادمة بنحاول نكمل في أجزاء تانية من التلسكوب وهنبعتها القطب الجنوبي السنة الجاية، وكمان بنحاول نوضع خواص أدق».

صعوبات واجهت الدكتور أحمد سليمان

صعوبات عديدة واجهت العالم المصري لاستكمال رسالة الدكتوراه، والتي بدأ منذ عام 2016، أبرزها عدم تحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة بعد سفره إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن بشغفه ناحية العلم استطاع مواجهة المشاكل والصعوبات، وتحقيق ما سافر من أجله: «لما سافرت ودخلت جامعة كالتك وقابلت العالم الراحل الدكتور أحمد زويل، عشان كنت بحاول أدور على نقطة كويسة للدكتوراه، اقترح عليا اقرأ في نقطة الكون والانفجار العظيم، وفعلا بدأت فيها لأنها نقطة قوية جدًا ولغز مهم».

مازال هدف الدكتوراه مستمر لدى «سليمان» رغم مناقشة الرسالة في حضور علماء كبار والحاصلين على جائزة نوبل، بحضور مشرفه ولجنة تحكيم من جامعة «كالتك» ومختبر الدفع الصاروخي بوكالة ناسا ودكتور الفيزياء وعالم نوبل باري باريش: «الهدف الأساسي بتاع الدكتوراه لسه مستمر، لأنه تحدي كبير هيفتح أبواب كتير، هنكشف من خلاله عن جزء صغير جدًا من الثانية وقت الانفجار العظيم ونشأة الكون، وهيفتح باب لعلوم كتير في فيزياء الكون».