الفنان الراحل محمود المليجي
تحل اليوم 6 يونيو، ذكرى وفاة الفنان محمود المليجي، الذي اشتهر بتقديمه لأدوار الشر في غالبية أعماله، إذ لقبه الجمهور بـ«شرير السينما المصرية»، ووصفه البعض بـ«أنتوني كوين الشرق»، بما قدمه من أداء مبهر في السينما المصرية.
ولد محمود المليجي في ديسمبر 1910م بحي المغربلين في القاهرة، ثم انتقل للعيش في حي الحلمية، وهو حي للطبقة الراقية في ذلك الوقت، وترجع أصوله لقرية مليج في المنوفية.
كان محبا للتمثيل منذ الصغر، بدأ طريقه في المجال الفني بانضمامه إلى فرقة فاطمة رشدي، وأدى أدوارا صغيرة، حتى حصل على دور البطولة في فيلم الزواج عام 1932، من تأليف وإنتاج فاطمة رشدي، لكنه فشل ولم يحقق نجاحا، فقرر «المليجي» حينها الانضمام لفرقة يوسف وهبي، وعمل بدور الملقن، حتى اقتنع يوسف بك وهبي بموهبته، وقرر إشراكه في العروض المسرحية.
اشتهر «المليجي»، بأدوار الشر في أغلب أعماله، إلا أن أصدقائه في مجال الفن، يرونه شخص طيب ومتواضع جدا في الواقع، على عكس ما يظهر به أمام كاميرات السينما.
وكانت مشاركته في فيلم «الأرض» بدور محمد أبو سويلم للمخرج يوسف شاهين، نقطة تحول في حياة محمود المليجي الفنية.
اعتبر «المليجي» اتجاهه للإنتاج الفني أكبر خطأ في حياته، لأنه فشل فيه، ولم يكن اختيارا مناسبا، إذ ظهر ذلك في فيلم «المغامر» الذي يعتبره النموذج الفاشل في الإنتاج.
سر صلعة محمود المليجي
اشتهر الفنان الراحل بظهوره بالصلعة منذ بداياته، واعتقد البعض أن السبب وراثي، إلا أنه نفى ذلك، وكشف عن أن والده توفى وهو بكامل شعره، من خلال مقال كتبه بعنوان «سر صلعتي»، في مجلة «الكواكب» عدد 20 يناير 1959م.
وأوضح السبب، أنه كان يسهر ذات يوم مع أصحابه في «حانة»، وشعروا بالجوع بعد تناول كمية من المشروبات، فوجدوا وجبة جمبري مع صاحب الحانة، فحصلوا عليها وتناولوها، وأثناء ذهابه للمنزل، عثر على بائع ليمون وأشترى منه، وأكل كمية كبيرة منه، وبعد وصوله للمنزل شعر بألم شديد في المعدة، فقرر الذهاب للمستشفى.
واكتشف أنه أصيب بـ«تسمم شديد»، لكنه نجا بسبب الليمون الذي تناوله، بينما فقد 3 من أصدقائه حياتهم بسبب هذه الوجبة، وظل «المليجي» في المستشفى 15 يوما لتلقي العلاج، حتى استقرت حالته، ولاحظ أن شعره بدأ في التساقط، فأصبح أصلع بسبب وجبة جمبري.
زيجات محمود المليجي
تزوج محمود المليجي من صديقته في رحلته الفنية علوية جميل 1939، واستمر زواجهما 44 عاما حتى وافته المنية، لكنه لم ينجب منها أبناء، كما أنه تزوج مرتين سرا، إحداهما من الفنانة درية أحمد زميلته في فرقة إسماعيل ياسين، إلا أن هذه الزيجة لم تستمر طويلا لمعرفة زوجته الأولى بالأمر، وطلبت منه تطليقها، كما أنه تزوج مرة أخرى سرا من الفنانة سناء يونس بعد مشاركته معها في مسرحية «عيب يا أنسة».
وفاة محمود المليجي
في أثناء تصوير فيلم «أيوب» ذهب المليجي للاستوديو، ولم يكن موجود حينها سوى الفنان عمر الشريف، الذي استقبله وأخبره أنه لم يأتي أحد حتى الآن، ولا حتى العمال، وظلا يتحدثان ويشربان القهوة، حتى أصيب المليجي بأزمة قلبية وسقط، واعتقد الشريف في البداية أنه إرهاق حتى اكتشف أنه توفى.
رحل الفنان محمود المليجي في 6 يونيو 1983، عن عمر ناهز 72 عاما، تاركا إرث فني كبير، وصل لأكثر من 500 عمل فني، وأصبح أحد عمالقة التمثيل، ومدرسة فنية تتعلم منها الأجيال خاصة في أدوار الشر.