يحافظ على طرازه القديم تفوح منه رائحة القاهرة الخديوية، يتقاطع مع عدد من الشوارع الرئيسية مثل «رمسيس» و«زكريا أحمد» ومازالت لافتات «شارع نجيب الريحاني» تزين جدران أبنيته حاملة اسم الفنان الذي كان رائداً في فن الكوميديا في مصر خلال القرن الماضي، حيث جسد بعبقرية عدداً من الشخصيات الفكاهية المشهورة مثل «كشكش بك» و«سي عمر» و«الأستاذ حمام» و«أبو حلموس».
في ذكرى وفاة الفنان نجيب الريحاني أجرت «» جولة في شارع نجيب الريحاني بالقاهرة وهو واحد من الشوارع البارزة في منطقة وسط البلد، إذ يتبقى من تاريخه عدد كبير من «اللوكاندات» ذات الطابع المعماري الأوروبي التي شيدت في الحقبة الخديوية، بالإضافة إلى عدد من البنايات القديمة والحواري والأزقة بذاكرة الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، وأصبح مكانا حيويا للحركة التجارية بعد كان مركزًا للحياة الثقافية والفنية في مصر ويحتوي على عدد من المسارح.
يشهد زحامًا سواء من السيارات أو المارة على جانبيه عدد ضخم من محال طلمبات المياه وقطع غيار الأجهزة الكهربائية ويقول مصطفى العوجاني الذي يتردد على أحد المحلات من عقود لشراء طلمبات بسعر الجملة: «محدش هنا بيفتكر الفنان نجيب الريحاني كتير من اللي اتعود عليه، بس اللي بييجي لأول مرة بيفتكره، بس بردو غير زمان في الأول كانت المنطقة أحسن بكتير زمان كانت تيجي سيرته وكنا نتجمع ونسمع الراديو في قهوة قريبة من هنا اسمها قهوة رمسيس، بس الكلام ده زمان أوي معادش حد فاكر غير إن الشارع باسمه، كان فنان جميل».
ماذا عن مسرح نجيب الريحاني؟
ويضيف الرجل السبعيني الذي يتردد على أحد أصدقائه من ملاك المحلات المجاورة لمسرح نجيب الريحاني: «بالنسبة لشارع نجيب الريحاني ده من زمان معروف باللوكاندات، وفي فندق قريب من هنا اسمه الريحاني ومسرحه لسة موجود ورانا هنا على ناصية علي الكسار، في شباب ممثلين بييجوا يعملوا بروفات كل فين وفين وأكتر ممثل بنشوفه هنا هو أشرف عبد الباقي».
ملامح وسط البلد تبدلت
ويؤكد العوجاني خلال حديثه لـ«» أن ملامح وسط القاهرة وابنيتها تغيرت بعد انتشار المطاعم ومحلات قطع الغيار موضحًا: «وسط البلد أيام الريحاني غير وسط البلد دلوقتي زي ما أنت شايف بقت محلات قطع غيار الأوناش ومواتير وطلمبات المية زي حالتنا، إحنا من أقدم الناس هنا وشوفنا الحلو والوحش».
ويصادف اليوم 8 يونيو ذكرى وفاة الفنان نجيب الريحاني الملقب بـ«الضاحك الباكي»، والذي يحمل دلالة كبيرة في تاريخ التمثيل والكوميديا المصرية ويُعَدّ الأب الروحي لفن الكوميديا في مصر.
يجدر الإشارة إلى أن الفنان الراحل ذاع صيته وعرف بأدائه الفريد وإدخاله نوعًا جديدًا من الكوميديا وهي الكوميديا الإنسانية التي استطاع من خلالها خطف قلوب الجماهير حتى وقتنا هذا، بجانب دوره البارز في الحياة السياسية المصرية، حيث كان معارضًا للنظام السياسي القائم في ذلك الوقت وكان يعبر عن ذلك في أعماله الفنية.