في قلب القاهرة حيث يتقاطع شارعا شريف وقصر النيل، تقع واحدة من أبرز وأشهر العمارات في وسط القاهرة وهي «عمارة الإيموبيليا» التي تخفي بين جدرانها الكثير من القصص والروايات عن حياة العديد من نجوم مصر خلال الثمانين عاماً الماضية، من أبرزهم الفنان الكبير نجيب الريحاني الذي كان يقطن في الطابق الثالث، وتحديدًا في الشقة رقم «321» وتحل اليوم 8 يونيو ذكرى وفاته.
رغم شهرة العمارة بسكانها من نجوم الفن الذين تتعدد حكاياتهم عبر التاريخ فإن حكايات الريحاني داخل العمارة كانت مليئة بالمفاجآت ولم يتبق له ذكرى داخل البناية التي لم تُخلد تاريخه العريق سوى «لافتة» وضعتها ابنته على مدخل الإيموبيليا وفقًا لـ حسن خليل أحد المؤجرين والذي أشار بيده في اتجاه الجناح الأيمن للمبنى قاصدًا «تابلوه متآكل» يشير إلى أن الريحاني عاش هنا.
الريحاني كان يعيش في الشقة رقم 321
«في هذه العمارة بالدور الثالث شقة رقم 321 كان يعيش الفنان الكبير نجيب الريحاني من عام 1938 إلى 1949» هي العبارة التي تضمنتها اللوحة المصنوعة من المعدن باللغتين العربية والفرنسية ويقول حسن الذي استأجر شقة في العمارة قبل 9 سنوات: «سمعنا إن هذه اللوحة وضعتها ابنته بعد وفاته ولم يتبقى سواها وكذلك الحال لم تعد العمارة كما كانت في السابق، وهي معروفة بمبنى زمن الفن الجميل، وكذلك كان معظم سكانها من الأرمن والفرنسيين واليونانيين لكن هذا تغير حاليًا وأصبحت مقرًا للعديد من المكاتب والشركان وأسفلها محلات تجارية».
بعد 47 عاما على رحيله من يقطن شقة الريحاني؟
ويروي الرجل البالغ من العمر 62 عامًا لـ«» أن الفنان نجيب الريحاني كانت شقته في الطابق الثالث من الجناح الأيمن في الشقة رقم 321 وتحديدًا في النايحية اليسرى من البوابة حيث تنقسم العمارة إلى ناحتين لكل واحد منهما مصعد كهربائي وسلم، وبجانبها شقة موسيقار الأجيال الأستاذ محمد عبدالوهاب والشقتين حل مكانهما شركتين وداخل شقة الريحاني شركة للتطوير العقاري».
ويضيف أن المبنى العريق أصابه الإهمال في السنوات الأخيرة وتغيرت بسرعة شديدة تركيبة المحال بجانب غياب الصيانة بشكل كبير للسباكة والكهرباء، وتعطل بعض المصاعد، إذ أنها بدائية الصنع وتعمل في الوقت الحالي بـ3 مصاعد في حين أن هذا الرقم تقلص عبر الزمن وكانت أكثر من 10 مصاعد تعمل بعد بنائها».
وفي مثل هذا اليوم 8 يونيو 1949 رحل عن عالمنا نجيب إلياس ريحانة المعروف باسمه الفني نجيب الريحاني، والذي وُلد في حي باب الشعرية في الحادي والعشرين من يناير 1889 لأب من أصل عراقي يدعى «إلياس ريحانة».
وأنجب العراقي الذي كان يعمل تاجرًا للخيول ابنه نجيب وعاش في حي باب الشعرية وحي الظاهر الشعبي، وعندما التحق بمدرسة الفرير الابتدائية ظهر عليه ميله للسخرية وموهبته الفريدة، وفيما بعد عمل كاتب حسابات في شركة السكر بنجع حمادي بالصعيد بعد أن تدهورت تجارة والده، حتى أصبح واحدًا من أشهر نجوم الكوميديا في مصر والعربي.