كان الفرعون الشاب توت عنخ آمون ولا يزال أشهر ملوك الفراعنة وذلك منذ اكتشاف مقبرته، والعثور على موميائه مع نحو 130 عصا كاملة ومجزأة من مختلف الأشكال والتصميمات، ظنًا من القدماء المصريين آنذاك بأن ذلك سيساعده على المشي في حياته الأخرى بعد الموت.
ولكن مثّل ذلك الاكتشاف لغزًا لدى خبراء الآثار، ومع البحث أكد عدد من العلماء مؤخرا أن الملك الشاب لم يكن «معوقًا» كما زعم البعض بل كان محاربًا ومتمرسًا، وقال ثلاثة خبراء في علم المصريات القديمة خلال مهرجان شلتنهام للعلوم هذا الأسبوع بأن اعتقاد أن توت عنخ آمون كان يعاني من إعاقة ما في قدمه هو اعتقاد خاطئ.
علامة ملكية
صرحت عالمة المصريات الطبية الحيوية صوفيا عزيز بأنّها عندما درست توت عنخ آمون، اعتقدت بشكل شخصي بأنه لا يوجد دليل أنه معاق، فربما تكون تكون تلك العصا علامة على أن تلك المومياء ملكية، والجدير بالذكر أن الخبراء يتوقعون أيضًا بأن القدم المضغوطة التي جعلت العلماء في السابق يعتقدون أنه «معاق» قد تنتج من عملية التحنيط، فوضع الضمادات والشاش بشكل ضيق على القدم قد يحدث تشوها.
وأيضًا العظم المفقود في إصبع القدم اليسرى ربما فُقدت بعد نقل رفاته إلى صندوق في الرمال، أو أخذها شخص كتذكار، وذكرت صوفيا عزيز العالمة التي درست أكثر من 50 مومياء مصرية قديمة بعمق في تصريحات لصحيفة الديلي ميل: «كانت ساقاه متوازيتان جيدًا، إذا كان يعاني من تشوه في القدم أو إعاقة فسيواجه صعوبة في المشي ولكن العظام الطويلة لا تظهر أي دليل على صعوبة المشي أو الإجهاد».
مرضه كان أسطورة
كما يدعم خبير الآثار الدكتور كامبل برايس أمين متحف مصر في مانشستر تلك النظرية، والذي تحدث أيضًا خلال مهرجان العلوم بأن فكرة أن الفرعون الشاب كان مريضًا هي أسطورة على الأرجح، وصرح: «لدينا تعاطف كبير تجاه توت عنخ آمون، إنه بالتأكيد ليس كما نتوقعه من خلال القناع الذهبي، كما أنني أوافق تمامًا على أنّ ما نفهمه عن الفن الفرعوني الآن ليس مطابقًا تمامًا لما هم فكروا فيه آنذاك».
اكتشاف الفرعون الشاب
وترجع شهرة توت عنخ آمون الكبيرة للغاية لجسده وموميائه التي ظلت 3000 عام بعد وفاته دون أن يتم نهب المقبرة أو سرقتها كالعديد من الملوك الفراعنة، حتى جاء عالم الآثار هوارد كارتر عام 1922 واكتشفها، وباحت المقبرة بأسرارًا تعرف لأول مرة عن شابًا صغيرًا أصبح فرعونًا في العام 1336 قبل الميلاد، وهو في التاسعة فقط من عمره قبل أن يموت فجأة في سن التاسعة عشر.