هناك العديد من الظروف الطارئة مختلفة الأشكال والأسباب التي قد تمر بها الأسرة في أي وقت ودون سابق إنذار، كأن يمرض أحد أبنائها أو يتلف جهاز كهربائي مهم في المنزل، ما تضطر معه لإنفاق مبلغ من المال؛ لذا في حال لم تكن الأسرة مستعدة لمثل هذه الظروف من خلال ادخار وتوفير جزء من المال شهريًا فلن تكون النتيجة جيدة أو مقبولة.
أهمية توفير جزء من الراتب الشهري
وبحسب ما أوضحه الدكتور علي عبد الرؤوف الإدريسي، أستاذ الاقتصاد وعضو الجمعية المصرية للاقتصاد والتشريع، فإن الأزمة الاقتصادية التي يشهدها العالم أجمع خلال الفترة الحالية تستدعي من أرباب الأسر مراجعة أوجه الإنفاق وتحديد الأولويات، مع التخلي عن بعض الرفاهيات حتى لو بدت في شكلها بسيطة؛ بما يسمح في النهاية بتوفير جزء من الراتب الشهري تنفقه الأسرة وقت الاحتياج، أو تستخدمه في إنشاء مشروع خاص يدر عليها دخلًا جيدًا كل شهر.
وقدم «الإدريسي» روشتة توفير يمكن من خلالها ادخار جزء من الراتب الشهري مهما كان بسيطًا، وتتمثل في ضبط عمليات الإنفاق، بحيث تكون مقتصرة على شراء السلع الأساسية أو تسديد فواتير الاستهلاك الشهرية مثل الكهرباء والمياه والبنزين، إلى جانب أيضًا التخلي عن الرفاهيات، وأبرزها تناول الأطعمة في المطاعم أو حتى من عربات الأكل في الشوارع: «أنت لو فطرت على عربية فول هتحتاج 30 جنيه، يعني في الشهر 900.. طيب ليه؟ ما ممكن لو جبنا كيلو فول دمسناه في البيت هيقضينا أغلب الشهر ويبقى وفرنا الـ900 جنيه نستخدمها في حاجة تانية».
أنشطة ترفيهية يمكن الاستغناء عنها
من الأنشطة الترفيهية الأخرى أيضًا التي يمكن الاستغناء عنها لتوفير جزء من الراتب كل شهر؛ الجلوس على الكافيهات والمقاهي، والاكتفاء بأن يكون الذهاب إلى مثل هذه الأماكن مرة واحدة أسبوعيًا رفقة الأصدقاء: «في ناس متعودة تقعد على القهوة كل يوم، وطبعًا أقل حاجة بيدفعها 20 جنيه، يعني بيدفع 600 جنيه في الشهر، في حين أنه ممكن لو قعد في البلكونة وشرب كوباية شاي مش هيصرف كل ده، ويخلي القعدة على القهوة مرة في الأسبوع مع أصحابه علشان يتبسط».
كما يمكن الادخار أيضًا من خلال الاعتياد على استخدام المواصلات العامة قدر الإمكان، وعدم الاعتماد على سيارات الأجرة بمختلف أشكالها: «المشوار اللي هتروحه بتاكسي بـ20 ولا 30 جنيه هتروحه بالميكروباص بـ3 ولا 4 جنيه»، وفقًا للإدريسي، الذي أشار إلى أهمية تبني ثقافة ركوب الدراجات أو المشي في حال كان المكان المقصود قريبًا: «لو مكان بعيد ومفيش مواصلات عامة متوفرة والشخص هيحتاج يروحه كتير لظروف شغله، في الحالة دي ممكن يشارك زمايله ويتحملوا الأجرة مع بعض، أو لو واحد معاه عربية يركبوا معاه ويشاركوا معاه في البنزين».
استعادة ثقافة الماضي
ومن الطرق المُجدية أيضًا في التوفير والتي بات لها أهمية كبيرة الآن هي استعادة ثقافة الماضي، بما تميزت به من طرق بسيطة تقلل الإنفاق، مثل تجمُّع الأسرة في شاليه واحد في حال الذهاب إلى المصيف بدلًا من تأجير اثنين أو ثلاثة، وأيضًا اصطحاب ما تحتاجه الأسرة من أطعمة عوضًا عن شرائها بمبالغ كبيرة، فضلًا عن إعداد الأم لكل الأطعمة التي يفضلها أبناؤها ويذهبون إلى المطاعم لتناولها: «الأم هي أهم عنصر في عملية الإنفاق والتوفير، أنا بعتبرها رئيس مجلس إدارة الأسرة، واللي بتحدد كمية الإنفاق والتوفير، من أول إعداد الأكل اللي جوزها وأولادها بيحبوه لحد توفير المناخ والجو الملائم في البيت اللي يخليهم يحبوا القعدة فيه وميفكروش في النزول على القهوة».