لم تتخطَ سن العاشرة بعد، إلا أنها تعمل في ورشة والدها مُستعرضة قوة جسدها الصغير، بداخلها تشعر أنها صاحبة المكان وأنها من تُديره، فحين تقف في الورشة بين السيارات والزبائن، يخفق قلبها إحساسًا، فكأنها تمتلك العالم بأسره، وحين يقترب زبون من الورشة، تهم لاستقباله، إذ تساعد والدها في عمله بورشة تصيلح السيارات بعين شمس، ورغم ذلك، ما زالت تدرس بالصف الخامس الابتدائي.
ترتدي الزي الرسمي لعملها بالورشة، وتخرج كل صباح في أيام الإجازات، بينما تعمل بالورشة بعد العودة من المدرسة أثناء العام الدراسي، وبيدين لونهما أسود نتيجة استخدام أدوات الميكانيكيا وشحم السيارات، تتحدث «رضوى» لـ«»، عن مساعدة والدها البالغ من العمر 60 عامًا، منذ أن كان عمرها 7 سنوات: «عندي أخوات ولاد وبنات، وأخويا الكبير بيشتغل مع والدي وبيساعدوا بس دائمًا بيروح مشاوير بعيدة في الشغل، لكن أنا قررت أنزل وعرضت عليه إني هشتغل معاه في الورشة».
رفض ثم قبول بعد إصرار
رفض والدها ووالدتها في البداية، ثم وافق مع إصرارها على مساعدته، والاهتمام بمذاكرتها ودراستها في الوقت نفسه، وتؤدي «رضوى» بعض الأدوار بورشة الميكانيكا: «بفك عجلة أو مسمار، برفع العربية، أي حاجة بيطلبها والدي مني بساعده، وبقيت بعرف أعمل حاجات كتير».
«رضوى»: «بساعد والدي في الورشة وبهتم بذاكرتي»
اشترى والدها مكتبًا صغيرًا لطفلته «رضوى»، ووضعه في الورشة، لتذاكر عليه أثناء مساعدتها له: «أحيانًا ممكن مشتغلش في اليوم كله، بس بذاكر على المكتب في الورشة، بحب أقعد فيها وبكون كمان جنب والدي عشان لو احتاج حاجة، وماما كل ما أنزل الورشة بتدعي لي».
«رضوى»: «نفسي أبقى مهندسة ميكانيكية»
تتمنى «رضوى» مقابلة الفنان محمد رمضان والعمل مهندسة ميكانيكية: «نفسي أقابل سيادة الرئيس، وبحب الفنان محمد رمضان من زمان، ونفسي لما أكبر أدخل هندسة وأبقى مهندسة ميكانيكية».