العاروري يدعو فتح إلى استراتيجية وطنية موحدة ويؤكد: حماس لن تخرج من معادلة المقاومة مقابل أي مشاريع

دعا صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اليوم الأربعاء، حركة فتح إلى استراتيجية وطنية موحدة تشمل كل مسارات المقاومة السياسية والشعبية والمسلحة. 
 
وقال العاروري في لقاء متلفز عبر قناة الأقصى الفضائية:” تحدثنا مع فتح عن استراتيجية وطنية تشمل دعم الجهد السياسي مع العالم مقابل دعم وتغطية المقاومة بأشكالها كافة. 
 وأضاف: “متفقون مع فتح على تشخيص خطورة الحالة الفلسطينية، وهذا يتطلب قرارات قيادية تناسب خطورة المرحلة، مشيرا إلى أن التجربة أثبتت أن العمل السياسي وحده لم يحقق أي نتيجة، والمراجعة الصادقة تقتضي بناء استراتيجية وطنية جديدة تشكل المقاومة الشاملة. 
 
وتابع: “متفقون مع كل الفصائل على استراتيجية المقاومة الشاملة بما فيها العمل السياسي والمقاوم.

وأكد العاروري أن حكومة رئيس وزراء الاحتلال بينامين نتنياهو قد تحدث تفجيرا على مستوى المنطقة، نتيجة برنامجها المتطرف، لافتا إلى أنّ برنامج الأحزاب (الإسرائيلية) يتركز على القدس والأقصى والضفة.

ونبه إلى أنّ مدينة القدس المحتلة في عين العاصفة وهدف ومطمع لكل الحكومات الصهيونية، وهي القضية تُعد من أكثر القضايا اشتعالًا وخطورةً، مضيفا: ” العالم أن يعرف أن المسجد الأقصى خط أحمر، وكل الاحتمالات مفتوحة والخيارات خطيرة”.

وأوضح أن الحكومة الصهيونية الفاشية تسعى لاستهداف مدينة القدس والضفة المحتلة، ونشهد تصاعدًا لعمليات الاستيطان الصهيوني.

وتابع العاروري: “وجود الكيان الصهيوني يشكل خطرًا حقيقيًا على المنطقة، والحكومة الفاشية تسعى لتفجير الوضع الإقليمي بأكمله من خلال برامجها وسياساتها الإجرامية”.

ولفت إلى أنّ المتطرف الإرهابي (بن غفير) يهدف إلى تهويد القدس والمسجد الأقصى والضفة المحتلة.

وذكر أنّ الانتخابات الصهيونية الأخيرة أنتجت تحولًا في الكيان الصهيوني؛ ومآلات ذلك خطيرة على المنطقة كلها، مشيرا إلى أنّ اليمين الصهيوني الحاكم لديه أجنده تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية.

كما وأشار العاروري لوجود فيتو على تجميع الخارطة الفلسطينية في منظومة موحدة لمجابهة التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.

وفي السياق، ذكر نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، أنّ نتنياهو شن عدوانه على قطاع غزة واغتال قيادات المقاومة وعائلاتهم بهدف ترميم صورته المهزومة أمام المجتمع الصهيوني.

وبيّن أن شعبنا يدفع ثمن محاولات نتنياهو للحفاظ على تحالفه من خلال مواقف أكثر تطرفًا من ذي قبل.

وشددّ العاروري على ضرورة وجود استراتيجية وطنية لمواجهة مخططات الاحتلال في الضفة والقدس المحتلتين.

وقال : ” ليس لدينا اعتراض على أي جهد سياسي أو علاقات دبلوماسية تخدم القضية الفلسطينية والضغط على الاحتلال لوقف جرائمه”.

وحذر من أنّ الحكومة الصهيونية الفاشية تدفع المنطقة لانفجارات كبرى جراء سياستها تجاه المسجد الأقصى والضفة الغربية وإيران والمشروع النووي.

وفي العلاقات الداخلية، ذكر العاروري أن أبو مازن يضع فيتو على مسار تجميع المؤسسات الفلسطينية في بناء الاستراتيجية الوطنية الموحدة. وفق قوله.

وأضاف: ” حماس لديها شرعية نضالية كبيرة وشعبية واضحة، والحركة تقبل بكلمة شعبنا في صندوق الانتخابات، وتقبل بالشراكة السياسية مع الآخرين، ولا نفرض رأينا على شعبنا”، موضحا أنّ أهمية نتائج انتخابات جامعة الضفة تكمن من أهمية فئة الشباب الفاعل والواعي في المعادلة الوطنية الفلسطينية، وهي مؤشر واضح على اتجاهات عموم شعبنا.

وجددّ تأكيده  بأن حماس مستعدة وجاهزة لإجراء الانتخابات الطلابية في جميع جامعات قطاع غزة على أساس قانون التمثيل النسبي الكامل.

 وشددّ العاروري على أنّ الظرف الدولي وتركيبة الحكومة الصهيونية فرصة كبيرة من أجل توحيد العمل الفلسطيني وفق الاستراتيجية الوطنية الموحدة.

ونوه بأن العمل الميداني المقاوم في الضفة رسم لوحة متقدمة من العمل الموحد، مشيرا إلى أنّ مزاعم وجود مخططات لسيطرة حماس على الضفة هي دعاية فارغة هدفها رفع وتيرة الصراع الداخلي خدمة للاحتلال.

وتابع: ” لا أحد يستطيع السيطرة على الشعب الفلسطيني إلا عبر الشرعية الشعبية، وأي محاربة للمقاومة في الضفة الغربية تخدم تمكين الاحتلال من السيطرة على شعبنا الفلسطيني”.

وطالب العاروري السلطة اتخاذ قرار استراتيجي بتوحيد صفوف الشعب الفلسطيني، على أسس الشراكة الوطنية. 

وصرح العاروري بأن هناك هجمة خاصة تشن على حركة حماس في الضفة المحتلة، مبينًا أن أجهزة السلطة بالضفة تمارس سياساتٍ للقضاء على المقاومة،

وشدد أن الملاحقة الأمنية للمقاومين في الضفة جريمة، “ولن نسمح بها وسنعمل على ملاحقتها قانونيًا”، مضيفا:” الاعتقال السياسي معيب وطنيا وكل من انتهك حقوق أبناء شعبنا سيحاكم بالقانون والعدالة.

وذكر العاروري أن حماس ترعى أجواء من الحرية الكاملة في غزة لعمل الفصائل الفلسطينية بما فيها حركة فتح، مشيرا إلى أن الأخيرة تمارس عملها السياسي والتنظيمي بكامل الحرية في قطاع غزة. 
 
وأضاف: “حماس أسهمت في بناء الأجنحة العسكرية للفصائل الفلسطينية، ووتزودها  بالسلاح والمواقع وكل ما يلزم لتعزيز المقاومة في قطاع غزة. 

 وأشار إلى أن شباب فتح في الجامعات مناضلون مقاومون، ونتقاسم معهم الهمّ الوطني في الضفة الغربية.

العلاقة مع مصر

وعن الاجتماعات الأخيرة في القاهرة، بيّن “علاقتنا مع جمهورية مصر العربية علاقة مستمرة، ونحن حريصون على هذه العلاقة، ومصر لديها تاريخ في نصرة القضية الفلسطينية”.

وأكمل “الفصائل الفلسطينية كافة علاقتها مع جمهورية مصر قوية، وهذا يُعد مصدر قوة يخدم القضية الفلسطينية”.

ولفت إلى أن المصريون لم يعرضوا خلال الزيارة الأخيرة للقاهرة اتفاق هدنة مؤكدا أن كل ما يشاع عن ذلك لا أساس له من الصحة.

وأكد أن حماس لن تخرج من معادلة المقاومة مقابل أي مشاريع اقتصادية أو سياسية وستبقى غزة في قلب المقاومة الفاعلة.

وفيما يتعلق باللقاء مع قيادة الجهاد في القاهرة أكد العاروري أنه مهم للغاية على صعيد توحيد رؤية المقاومة وضبط ايقاعها بما يخدم مصالح شعبنا، مشيرا إلى اللقاء  كان ناجحا، وحقق أهدافه.
 
وتحدث العاروري عن المتغيرات الدولية مشيرا إلى الصراع الدولي في أوكرانيا مبينا أنه “يمثل فرصة أمام الأمة من أجل تحقيق منجزات استراتيجية،غيّر أولويات العالم، وهذه فرصة أمام شعبنا وأمتنا.”

الأسرى الإداريون

وعلّق نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن هناك أكثر من 1000 معتقل إداري داخل السجون الصهيونية، مؤكدًا أنهم يمثلون نخبة شعبنا الفلسطيني.

وشدد “نحن مع الأسرى الإداريين قلبًا وقالبًا في خطواتهم التصعيدية ضد السجان الصهيوني”.