بمجرد أن تطأ قدماك باب منزله، تشعر أن ما كان خارج باب المنزل حياة، وداخل جدرانه واقع مختلف، حقبة زمنية تعود لربما قرن من الزمان، أثاث منزله يرجع لسنوات طويلة، جمعه بنفسه من خلال الأسواق التي اعتاد نزولها وقضاء وقت بها، وقام بتنظيفه وتجديده، فعلى الجدران لوحات، وعلى الأرضية سجاد، وفوق الطاولات أدوات، تعود لفترات زمنية متنوعة، زيّن بها منزله، مُحولًا إياه لمتحف نادر.
حسام علوان، منتج سينيمائي، يهوى جمع المقتنيات القديمة، منذ أن كان طفلًا صغيرًا بالمدرسة، كان يحب المراسلات، وجمع الطوابع والمقتنيات، تحولت عنده الهواية إلى حياة يعيشها الآن، بعد أن أصبح رجلًا يافعًا يمتلك منزلًا بمنطقة المقطم بمصر القديمة.
كرسي وسجادة قبائلي وملاعق صُنعت منذ قرن
كرسي منذ 100 عام، سجادة قبائلي تعود لعام 1917، وسجادة قشقاي، سلة غسيل قديمة مصنوعة في بلجيكا، قطع صالون من حفريات سوق الجمعة -حسب وصفه-، صورة لسيدة مصرية منذ عام 1919، براية أقلام رصاص منذ عام 1920، آلة كاتبة أمريكية، ملاعق وشوك وأدوات مطبخ يرجع بعضها للقرن الـ18، بالإضافة إلى وثائق ومستندات وجوابات ومراسلات بين أشخاص، كل هذا جزء فقط من متحف «علوان» الصغير.
حب بدأ منذ الطفولة واستمر معه
نما حب حسام علوان لجمع الأثاث والمقتنيات منذ الطفولة، إذ يعشق التجول بسوق الجمعة وهي بالنسبة له مكانا ترفيهيا يتردد عليه، يحكي لـ«»: «بحب أتمشى في أوقات فراغي في الأسواق القديمة، وبشتري أي أثاث قديم، وبحاول أجدده، لأن جودة الحاجات الجديدة مش بتعيش كتير وكمان مُكلفة، ومعنديش حاجة بعتبرها مُميزة علشان أشتريها، بجيب حاجات أستخدمها، بتريحني وبستريح في استخدامها، بالنسبة لي بقت جزء من المكان».
«علوان» يُجدد الأثاث والأدوات بعد شرائها
تجديد الأثاث والقطع التي يعثر عليها، أول ما يفعله «علوان» عند شراء القطعة الفنية، سواء أثاث أو صورة أو حتى أدوات منزلية، يُعيد ترميمها، ويبدأ بإضافتها بمملكته، ونشأت ثقة بينه وبين باعة سوق الجمعة، فعند وجود قطعة ما أو جواب قديم أو وثيقة لدى أحد منهم، يتواصل معه ويبلغه بوجودها، فيسرع لشرائها.
جمع الجوابات.. عشق حسام علوان
يعشق «علوان» جمع الجوابات القديمة بين الأشخاص، التي يعثر عليها بين الأوراق والوثائق بسوق الجمعة، ومن أبرز ما يمتكله، جوابات غرامية وقصص حب، ومراسلات بين مصريين مغتربين بالخارج وأسرهم داخل مصر، ومشكلات واضطرابات: «الجوابات دي بتكون فيها حواديت الواحد بيعيش معاها».
منزل «علوان» يروي قصص من الزمن الجميل
كل قطعة بالمنزل، تروي حكاية من أيام الزمن الجميل، من أول المدخل حتى آخر ركن به، مؤكدًا أنه لن يتوقف عن جولاته بسوق الجمعة: «مقدرش أتوقف عن نزول سوق الجمعة، صعب جدًا، لكن مؤخرًا بحاول أقلل إني أشتري حاجات على قد ما أقدر بسبب الأسعار، لكن إذا في يوم قررت إني أبيعها مش شايف إن لها قيمة توازي المجهود اللي اتصرف في إني أشتريها وأجددها».