أعرب قائد رفيع المستوى في جيش الاحتلال عن قلق “إسرائيل”، من مخاطر وصول الأسلحة الأميركية والغربية المقدمة لأوكرانيا إلى من سماهم “أعداء إسرائيل في المنطقة بما ذلك إيران”، فيما قالت واشنطن إنها ستتخذ خطوات استباقية للحد من نقل الأسلحة.
وقال المسؤول العسكري لمجلة “نيوزويك” الأميركية، الخميس، شريطة عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الموضوع، إن “القوات شبه العسكرية المشاركة في الحرب الروسية-الأوكرانية ترصد الأسلحة (الغربية) المرسلة إلى أوكرانيا مثل أنظمة الصواريخ المضادة للدبابات (Javelin)”.
وأشار إلى أن “الجماعات العسكرية في روسيا متحفزة لنقل الأسلحة المستولى عليها خلال الحرب إلى إيران بسب العلاقة الوثيقة بين البلدين، في حين تسعى العناصر الموالية لأوكرانيا لتهريب الأسلحة بدافع الحصول على المال”.
ووصف المسؤول الإسرائيلي الوضع بـ”الخطير للغاية” بسبب أمرين رئيسيين، وقال: “الأول هو إمكانية دراسة هذه الأسلحة وتعلم كيف يتم تصنيعها وهنا أتحدث بشكل خاص عن إيران”.
وأضاف أن “السبب الثاني هو أننا قلقون للغاية من وصول هذه القدرات إلى حزب الله في لبنان والفصائل في فلسطين”.
وزعم المسؤول الإسرائيلي أن “بعض الأسلحة الأميركية الصغيرة التي تم الاستيلاء عليها في أفغانستان تم رصدها بالفعل وهي في أيدي الفصائل في قطاع غزة”.
وأعرب عن “صعوبة أن تقدّر إسرائيل كم هذه الأسلحة المنقولة بسبب تركيز الجيش الإسرائيلي على مراقبة الأحداث في الشرق الأوسط فقط، بينما اتسع نطاق تدفق الأسلحة حالياً إلى أوروبا وشمال إفريقيا”.
تأتي هذه التحذيرات وسط تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل على خلفية البرنامج النووي الإيراني، إذ كثفت إسرائيل من تهديداتها في الآونة الأخيرة بـ”عمل عسكري ضد طهران”، لمنعها من الحصول على أسلحة نووية. في حين تنفي طهران أن يكون هدفها تطوير أسلحة نووية.
وتخوض إيران حرب ظلّ مع إسرائيل منذ سنوات، إذ تتهم طهران إسرائيل بالوقوف وراء سلسلة من الهجمات التخريبية والاغتيالات التي استهدفت برنامجها النووي، وتقول إنها نفّذت بدعم من الولايات المتحدة.
اتهامات إيرانية
ورداً على هذه التحذيرات الإسرائيلية، قالت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة لـ”نيوزويك” إنه “ليس لديها معلومات بشأن احتمالات نقل معدات أميركية من روسيا”، لكنها اتهمت “واشنطن بتأجيج الحرب من خلال تقديم حزم أسلحة إلى كييف”.
وعبّرت البعثة الإيرانية عن شعورها بأن استمرار الحرب “سيصعب” من إمكانية الاستفادة من فرص السلام، معتبرةً أن “الحل لإنهاء هذه الحرب هو عدم إرسال أسلحة إلى أوكرانيا”، وبدلاً من ذلك “تشجيع وتسهيل ومساعدة الجانبين على التفاوض وإيجاد حل لإنهاء الحرب”.
ومنذ بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، قدمت واشنطن مساعدات عسكرية بأكثر من 50 مليار دولار إلى كييف التي تناشد حلفاءها الغربيين تسليمها مجموعة واسعة من المعدات العسكرية الحديثة لمساعدتها على استعادة مساحات واسعة من الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
وفي السياق، قالت “نيوزويك” إن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن مخاوفهم من إمكانية نقل الأسلحة التي تقدمها وزارة الدفاع الأميركية إلى أوكرانيا، لكنهم قللوا من أخطارها بشكل كبير، مشيرين إلى نجاح الإجراءات التي اتخذتها واشنطن وكييف لمنع عمليات النقل غير المصرح بها للأسلحة.
“خطوات استباقية”
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية للمجلة إن بلاده “ستظل مدركة لخطر النقل المحتمل غير المشروع للأسلحة، وستتخذ خطوات استباقية للحد من الخطر بالتعاون مع حكومة كييف”.
ولفت إلى أن واشنطن “ترسل هذه الأسلحة لأوكرانيا لكي تدافع عن نفسها في هذا الصراع، وتتواصل مع كييف لضمان تحقيق المساءلة بشأن المساعدات حتى في ظل الحرب الروسية الظالمة وغير المبررة على أوكرانيا”.
وأكد المسؤول الأميركي أن أوكرانيا “ملتزمة بتأمين المعدات والتكنولوجيا التي تبرعت بها الولايات المتحدة كما أنها تتعاون وبشكل شفاف في هذا الشأن”، موضحاً أن بلاده “تقيّم خطر الاستيلاء على الأسلحة التي تحتوي على تكنولوجيا حساسة قبل إرسالها إلى الخارج”.
لكنه أضاف: “حتى الآن ليس لدى وزارة الخارجية علم بأي دليل موثوق في هذه المرحلة على أن أوكرانيا قامت بعملية نقل غير مشروعة للأسلحة التقليدية التي تبرعت بها الولايات المتحدة”.
وأشار إلى أن الأوكرانيين “يستخدمون بشكل فعّال مساعدتنا الأمنية في ساحة المعركة كل يوم للدفاع عن بلادهم”، لكنه ذكر أن “موسكو تضخّم من مخاوف إمكانية نقل القوات الأوكرانية أو القوات الموالية لكييف لهذه الأسلحة”.
واتهم المتحدث روسيا بأنها “تواصل نشر المعلومات المضللة التي تزعم بنقل أوكرانيا للأسلحة بشكل غير قانوني لتشويه سمعة كييف وثني الدعم الدولي القوي لأوكرانيا”، محملاً روسيا “مسؤولية أي عواقب تنتج عن إعادة النقل غير المصرح بها”.
وأشار إلى سعي الولايات المتحدة وأوكرانيا وشركاء أوروبيين “بشكل مشترك” لـ”مواجهة عمليات النقل الروسية للأسلحة، من خلال زيادة التدريب والمساعدة لتأمين الأسلحة بشكل أفضل واكتشاف ومنع الاتجار غير المشروع”.
وقلل متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” من أهمية عمليات النقل، لافتاً في تصريحات للمجلة إلى أن “مسؤولي وزارة الدفاع لم يروا أي دليل موثوق به على وجود عمليات نقل غير مشروعة للمساعدة الأمنية التي كانت موجهة إلى أوكرانيا”.