ساعات طويلة أصبح يقضيها معظم الأشخاص على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى باتوا يستقوا معلوماتهم منها بصورة كبيرة، ويعتقدون بكل ما يقرأون عبرها، ما قد يسبب ضررا كبيرا، خاصة إذا كانت هذه المعلومات لها علاقة بصحتهم، كون كثير منها مغلوطة وليس لها أي أساس علمي، منها ما يرتبط بمرض السرطان.
خرافات شائعة عن أسباب السرطان
يقول الدكتور أشرف علام استشاري الجراحة العامة والمناظير، رئيس قسم جراحة الأورام بمستشفى الفيوم العام، لـ «»، إن كثير من المعلومات الخاصة بمرض السرطان، المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مغلوطة وغير حقيقية، إذ أن كثير من المنشورات والفيديوهات، تتضمن أسبابا غير صحيحة لمرض السرطان، الأمر الذي يمكن وصفه بأنه خرافات شائعة، من أبرزها:
استخدام مزيلات العرق
عديد من المنشورات التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي، تتضمن معلومات عن خطورة مزيلات العرق، وتروج لبعض المنتجات خالية من مركبات الـمونيوم البارافين، ورغم أن الأخيرة هي منتجات جيدة أيضًا، غير أنه حتى الآن، لا يوجد دليلًا علميًا يثبت وجود أي أضرار لمزيلات العرق، أو أنها تسبب الإصابة بالسرطان، خاصة أنه يتم استخدامها على الجلد تحت الإبط، بعيدًا عن الثدي الذي يحيط به جلد لحمايته، لذا فإن مزيلات العرق لا تسبب سرطان الثدي.
مأكولات ومشروبات مثل «السكر»
من بين المعلومات المغلوطة لدى معظم الأشخاص، أن تناول السكر يزيد من احتمالية الإصابة بالسكر، وأن تجويع الخلايا وحرمانها من السكر بالصيام يشفي مرضى السرطان، إذ أن جسم الإنسان يعمل بصورة أساسية بالاعتماد على الجلوكوز، حتى الدهون التي يتناولها الإنسان لا يستخدمها الجسم قبل تحويلها إلى جلوكوز، لذا فمن المهم وجود جلوكوز بالجسم باستمرار، علما بأن زيادة السكر أو نقصانه لا تسبب السرطان بالجسم، غير أن السمنة التي قد تنتج عن الإسراف بتناول السكر، قد تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة.
شبكات المحمول والموبايلات
ما تزال الدراسات العلمية تؤكد عدم وجود علاقة بين التعرض لشبكات المحمول أو استخدام الهواتف الذكية، لفترات طويلة وبين الإصابة بالسرطان، ونفى المعهد القومي الأمريكي للسرطان بصورة قاطعة هذا الأمر، لافتًا إلى أنه غير منطقي، خاصة أنه إذا كان حقيقي كانت ارتفعت معدلات الإصابة بالعالم بصورة غير مسبوقة، فالعالم كله الآن يعيش ما بين شبكات المحمول ويمسك الهواتف بيده.
علاج السرطان بالأعشاب
حذر رئيس قسم جراحة الأورام بمستشفى الفيوم العام، من الاعتماد على الأعشاب في علاج السرطان، إذ يقتصر دوره فقط على تقليل الأعراض وتخفيف الألم، كاستخدام الأبر الصينية والوخز بالأبر والكي، كما أن اليوجا أثبتت خلال الفترة الأخيرة، قدرتها الكبيرة على تخفيف معاناة مرضى السرطان، كونها تقلل من الضغط النفسي على مريض السرطان، وهو أشد ما يعني منه مريض السرطان، خاصة مع تزايد شعوره بالشفقة من المحيطين به، مع تدهور حالته الصحية.
أخذ العينة أو الخزعة من المريض
من أكثر المعتقدات المغلوطة انتشارًا عن مرض السرطان، هي اعتقاد كثيرين أن أخذ العينة أو الخزعة من مريض السرطان، تسبب انتشار السرطان بجسده، خاصة أن الطب قديمًا بتشخيصه بصورته القديمة ونتيجة قلة خبرة الأطباء ببعض أمراض السرطان، كانوا يخطئون بتشخيص السرطان ويعتقدون أن وجود كتل بالثدي، هي عبارة عن خراج أو حباية، وكان ينتج عن محاولة استئصالها بصورة غير متكاملة تنشيط السرطان، ولكن ليس انتشاره، أو أن يأتي المريض في الماضي بمراحل متقدمة بالمرحلة الرابعة، فيتزامن أخذ العينة وتشخيص المرض مع تدهور حالته، إذ يعتقد أن أخذ العينة، السبب على غير الحقيقة، مشيرًا إلى أهمية أخذ العينة حتى مع وجود الكشف الإكلينيكي والإشاعات.
انتشار المرض والوراثة
منشورات عديدة على مواقع التواصل الاجتماعي، روجت لفكرة انتشار مرض السرطان على غير الحقيقة، كما أن الوارثة من أبرز المعتقدات الخاطئة عن أسباب مرض السرطان، كونها لا تتعدى دورها بالإصابة من 3% إلى 10% من إجمالي الحالات المصابة، وهو ما زرع الخوف في قلب عديد من الفتيات عند إصابة أمهاتهم بالسرطان، فتعتقد الابنة أنها ستصاب مثل والدتها، وقد تصاب الابنة دون سبب وراثي خاصة، إذا كانت إصابة الأم بعد بلوغها 60 عامًا.
السرطان ينتقل بالعدوى
كثير من التساؤلات بأروقة مستشفيات الأورام حول ماهية مرض السرطان، وما إذا كان مرض ينتقل بالعدوى؟ بحسب ما أكد «علام»، فيسأل الزوج عن إمكانية نقل مرض السرطان له من زوجته، أو أبناء لمريض أو مريضة، وغيرها من الحالات، مشيرًا إلى أن السرطان لا ينتقل بالعدوى، كونه مرض يصيب الخلايا التي تختلف بدورها من شخص إلى آخر، حتى إذا تم حقن شخص سليم بخلايا سرطانية سيهاجم الجهاز المناعي هذه الخلايا حتى يقتلها، ولن يصاب الشخص بأي أذى.