يواجه مريض البهاق مشكلات مجتمعية قد تكون أخطر من المرض نفسه، منها عدم التقبل، واختار الشاب حمدي نور تجسيد تلك المأساة بتمثال منحوت من الطين الأسواني، عبارة عن رجل مفتول العضلات، وتنتشر بقع بيضاء على تلك العضلات، كرسالة أن الإنسان مهما كان قويا جسمانيا و مفتول العضلات، فمرض البهاق يجعله ضعيفا نفسيا، وكان إبداع التصميم سببا في بيع هذا التمثال لرجل أعمال مقابل 30 ألف جنيه.
يحكي «حمدي» لـ«» سبب تصميم هذا التمثال، وهو تأثره بحالة صديقه المصاب بالبهاق، والذي يعاني من التجاهل والنبذ ممن حوله، بحجة الخوف من انتقال المرض لهم، وكان أثر ذلك سلبيا على صحته النفسية، فقرر«حمدي» منذ ذلك الوقت دعم مرضى البهاق بكل طريقة ممكنة وتوجيه رسالة للمجتمع بأنهم أشخاص عاديون: «أشاهد أشخاصا يرفضون أن يصافحوا مريض البهاق، اعتقادا منهم أن ذلك قد يكون سببا في نقل المرض إليهم، وهذا غير صحيح تماما، لذا فكرت في طرق لدعم مرضى البهاق وعلى رأسهم صديقي».
معيد يصمم تمثالا لدعم مرضى البهاق
يعمل «حمدي» معيدا في كلية الفنون الجميلة، وهو ما أعطاه قدرة عميقة على التعبير عن معاناة مرضى البهاق النفسية، فصمم تمثالا من الطين الأسواني، واختار اللون البني للتعبير عن لون الجسد الطبيعي، أما اللون «الرمادي» للإشارة إلى بقع البهاق الذي غزا الجسد بأكمله، ويظهر التمثال بشكل المحارب سواء في عضلاته القوية، أو تقدم قدمه اليسرى عن اليمني، ليعبر عن مقاومة كل ما هو سيئ سواء كانت النفسية أو الظروف السيئة أو حتى المرض نفسه.
«حمدي» يدعم مرضى الضمور
وأضاف «حمدي»: «أنا كلية فنون جميلة ودي فرصة حلوة أن أطبق ما تعلمته في قسم النحت، وبالنسبة لى هذا التمثال من أهم الأعمال الفنية التى صنعتها، لأنه فيه دعم لفئة مستضعفة في المجتمع وهم مرضى البهاق، ويصور المعاناة التي يعيشون بها بسبب كلام خاطئ يردده البعض عن طبيعة المرض وهو كلام غير صحيح بالمرة».