| «أحمد» عارض أزياء بالوحمة والبهاق: «القدر ميزني باختلافي»

«لن يحبك أحد ما دمت لا تحب نفسك» قاعدة آمن بها أحمد سمير مريض البهاق في حياته، فاعتبر آثار مرض البهاق زينة لجسده، ولم يخف وهو يشق طريقه كعارض أزياء وسط الأصحاء، بل رأى نفسه بطلًا يحارب التنمر وكل أشكال العنصرية، في مجتمع ينساق بسهولة راء المظاهر الخداعة.

ولد «أحمد» 21 عاماً، بـ«شامة» كبيرة سوداء في أعلى وجهه جهة اليمين، لكن إصابته بمرض البهاق جاءت في عمر الـ5 أعوام، مما جعله يشعر بالاختلاف عن باقي الأطفال من حوله منذ صغره، خصوصا مع تعرضه للتنمرمن الأطفال الآخرين: «كنت دوما أسأل والدتي ووالدي عن سر لون جلدي غير الموحد والذي جعلني محط أنظار من حولي وتساؤلاتهم، والأقسى كان تنمر الأطفال علي».

محاولة لتقبل الذات

حاولت أسرة «أحمد» إيجاد علاج لطفلهم، ولكن كأن القدر أحب اختلافه وجلده البني اللون الممزوج ببقع بيضاء، ليتقبله من يفهم معني الإنسانية الحقيقي، ويرفضه من زال معنى الرحمة من قلبه، يحكي أحمد لـ«»: «عندما كبرت قليلا، فهمت طبيعة مرضي، ولم أعد أسأل أهلي مطلقا عن لون جسدي، وهو ما ساعدني على أن أعيش حياة طبيعية خصوصا من الناحية النفسية، كان الداعم الأول فيها هو عائلتي».

«أحمد»: البهاق جعلني نجم سينما

حصل«أحمد» على شهادة دبلوم صنايع قسم تبريد وتكييف الهواء، مما أتاح له فرصة العمل في شركة معالجة وتنقية المياه، وقتها كانت تعلق العيون معه عند دخول أي مكان بسبب اختلاف شكله نتيجة مرض البهاق، وعلى العكس لم يشعر أحمد بالإحراج ولو ثانية واحدة من شكله بل أحب نفسه فأحبه الجميع: «كان قبول شكلي واختلافي نقطة فارقة غيرت مجرى حياتس كله، حيث تحولت من شخص ناقم إلى إنسان سوي، يقدم الدعم والحب للطفل الكامن بداخلي».

«أحمد» مريض بهاق وعارض أزياء

قرر«أحمد» تقديم رسائل غير مباشرة للمجتمع بأهمية قبول مريض البهاق، من خلال التقاط الصور التي تركز على اختلافه من حيث كونه مريض بهاق ولديه وحمة في وجهه ونشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي بشكل مستمر، حتى حقق التأثير الذي كان يتمناه في أحد الأيام وهو تواصل أصحاب دور الأزياء الكبرى في المجتمع معه من أجل عروض أزياء خاصة بهم: «كنت تقريبا أول عارض أزياء أو كما يقال موديل مريض بالبهاق، فبسبب تلك الصور والرسائل التي حاولت أرسلها من خلالها بأن مريض البهاق يحتاج إلى القبول، بدأ أصحاب الماركات التجارية بالتواصل معي من أجل تصوير عروض أزياء لهم، وأنا سعيد بذلك».

يتلقى «أحمد» كثيرا من رسائل الشكر وخاصة من مرضى البهاق، الذين أشادوا بدوره في زيادة ثقتهم بأنفسهم: «الحمد لله ، تلك الرسائل تثبت لي أنني نجحت في مسعاي، وأنا الحمد لله نظرتي ثابتة لنفسي من صغري، فأنا عمري ما شعرت بأن مرض البهاق شيء يسبب الخزي والخجل بل بالعكس أشعر أنني نجم سينما، ودايما بفهم الناس إن التمييز من عند ربنا، وحاجة حلوة إنك تتقبله بسرعة حتى يتقبلك الناس».