يوم الجمعة الماضية وبينما يحتفل الطلاب التونسيون بنجاحهم في البكالوريا رفقة أسرهم وذويهم في جو من الدفء والحب الأسري، انعزل الطالب ماهر الجزيري بنفسه وراح يشق طريقه إلى المدافن حيث ترقد أمه داخل إحدى القبور، رافضًا داخله التصديق والتسليم لكونها توفيت، مقررًا أن تكون أول شخص يُخبره بنجاحه.
طالب يشارك نجاحه مع والدته أمام قبرها
بدأت تفاصيل هذا الموقف المُبكي الآسر للقلوب، قبل ظهور نتيجة البكالوريا في تونس يوم الجمعة الماضي بوقت قليل عندما ذهب الطالب التونسي ماهر الجزيري إلى قبر والدته، مصطحبًا معه هاتفه المحمول منتظرًا رسالة نصية سترسل لكل الطلاب من قِبل وزارة التربية والتعليم تُخبرهم بنجاحهم أو رسوبهم، وظل إلى جوار القبر حتى تكون والدته هي أول من يعلم بالخبر فتحتضنه بروحها تُقبله مهنئة في حال نجاحه، أو تربت عليه مواسية في حال رسوبه، فمهما كان رد فعلها لن يكون هناك أحن منه.
لم تمر عدة دقائق على جلوس الطالب التونسي ماهر الجزيري إلى جوار قبر أمه حتى أتته الفرحة في صورة كلمات وحروف تحمل له نبأ نجاحه بل وتفوقه؛ إذ حصل على معدل معدل 18.22 من 20، ليطاير قلبه من الفرحة وينزل بصدره إلى قبر أمه وكأنه يحتضنها فكانت حجارة القبر ألين وأحن عليه من فراش وثيرة ناعمة، وراح بكل حب واشتياق وثقة يُخبر أمه بنجاحه ويلتقط صورة مع قبرها، وفقًا لِما ورد في موقع «صحافة العرب».
الطالب شارك الموقف مع متابعيه على «تويتر»
شارك الطالب التونسي ماهر الجزيري، ابن مدينة تستور من محافظة باجة شمال غربي البلاد، هذا الموقف مع متابعيه على صفحته الشخصية على موقع التغريدات القصيرة «تويتر»؛ إذ نشر صورته مع قبر والدته لمياء الوسلاتي، وهي مُعلمة بإحدى المدارس، وتوفيت في شهر يوليو عام 2021، معلقًا: «أمي.. أنت أجمل شيء رأيته في حياتي.. قبل أن تذهبي كنتِ دائما تقولين لي: هل سأعيش وأراك ناجحًا وأحقق فرحة البكالوريا.. أنا اليوم جئت إليك وأردتك أن تكونين الأولى التي ترين الرسالة القصيرة التي تخبرني بالنجاح.. والحمد لله تحقق الذي كنت تطمحين له يا أغلى شخص في الدنيا».
وأضاف: «الحمد لله أحرزت على معدل 18.22 على عشرين.. أهديك نجاحي.. وأريد أن أخبرك أنك دائما في القلب ولن أنساك أبدا مهما حييت.. يا ميمتي (أمي) أنت الدنيا ودونك الحياة ظلام لكن الحمد لله أنا سعيد لأنني أسعدتك».
تفاعل المتابعين مع مشاعر الطالب
وبمجرد نشر هذه الكلمات، لاقت تفاعلًا كبيرًا من متابعيه، الذين راحوا يشاركوه مشاعره بالكامل، من خلال مواساته في وفاة والدته وشعوره بالوحدة من بعدها، بالإضافة إلى تهنئته بأحر الكلمات على نجاحه وتفوقه.