| عائلة «القصبجي» تتوارث صناعة كسوة الكعبة في مصر.. رحلة بدأت من 100 سنة

لـ4 سنوات متتالية، كان «القصبجي» يصنع بيديه كسوة الكعبة في موسم الحج، وهي مهنة ورثها عن أجداده الذين عملوا في صناعة الغزل والنسيج لمدة تصل إلى 4 قرون، ومنها احترف أحمد شوقي القصبجي مهنة عائلته، وبعد أن تحولت صناعة الكسوة إلى السعودية، حافظت العائلة على تصميم وإنتاج نسخ أخرى من كسوة الكعبة، حسب الطلب، لكنها تُباع في مصر.

يجلس «شوقي» في ورشته التي ورثها عن أجداده من سنوات طويلة، بينما يخطط ويصمم وينتج كسوة الكعبة، ولكنها لا تسافر إلى السعودية كما كان يحدث منذ زمن بعيد، ولكن ما يصممه هو يُستخدم في تزيين الجدران، بحسب حديثه لـ«».

صناعة كسوة الكعبة في مصر على يد «القصبجي»

يسترجع «شوقي» ذكريات سنوات طويلة عمل خلالها جده على تصميم وصناعة كسوة الكعبة من عام 1923 حتى 1926، حينها كان رئيسًا لمصلحة الكسوة في مصر، والتي لم يتبق منها سوى مُجرد مزار فقط: «كلنا واخدين المهنة دي ووارثينها، واتعلمتها وأنا صغير وكبرت معاها، ولما وقف تصنيع الكسوة في مصر، كملنا صناعة قماش شبه كسوة الكعبة، تشوفها تلاقيها زيها بالظبط، بنعملها بالطلب وكمان في منها معروض عندنا».

نسخة «هاي كوبي» من كسوة الكعبة

بخامة القصب، وهي خيوط تستورد من اليابان، يصنع «شوقي» كسوة الكعبة في مصر، فتخرج من يديه نسخة طبق الأصل للتي توجد في مكة، والتي تُصنع من الحرير الطبيعي وسلك فضة مطلي بالذهب: «لما كسوة الكعبة اللي بنعملها تتعلق بتبقى شبه الموجودة على جدار الكعبة بالظبط، هي نسخة هاي كوبي، بتتعلق على الجدران والحوائط، وبنعملها بالطلب، في ناس بتطلبها تكون عادية من خامة القصب، وناس بتطلبها فضة مطلية بالدهب، بس دي تكلفتها عالية جدًا».

مكونات كسوة الكعبة

كسوة الكعبة الطبيعية يدخل في صناعتها قماش من الحرير الطبيعي، وخام الفضة يتعرض لدرجة حرارة عالية ويتم تشكيله على هيئة أسلاك ثم يُطلى بالذهب، وتستخدم ماكينات لنسج القماش وكتابة آيات قرآنية وكلمات مثل «لا إله إلا الله.. محمد رسول الله.. سبحان الله.. الله أكبر»: «كسوة الكعبة بتتعمل مرتين في السنة، مرة وقت الحج، ومرة بعده بـ6 شهور تقريبًا، وزمان كان بيشتغل عليها حوالي 10 أفراد، وكانوا بيشتغلوا عليها من السنة للسنة».