يقول المتنبي إِذا غامَرتَ في شَرَفٍ مَرومٍ فَلا تَقنَع بِما دونَ النُجومِ، فَطَعمُ المَوتِ في أَمرٍ صَغيرٍ كَطَعمِ المَوتِ في أَمرٍ عَظيمِ، والرسول الكريم ﷺ ربى أمته على علو الهمة، فلا ترضى أمة محمد بالدون في أي شيء، فالمسلم لا يقنع بأن يكون الأخير وعليه أن يجاهد ليكون الأول، فاذا لم تصل فيكفيه أنه جاهد، وحتى وأن لم يصل فسيكون الثاني أو الثالث على أقل تقدير.
سيدات المسلمين يسألن الرسول الكريم عن أحقيتهن بالجهاد
وعندما علم أمهات المؤمنين بفضل ومنزلة الجهاد بادرن بسؤال الرسول الكريم ﷺ عن أحقية المرأة بالجهاد لنيل هذه المنزلة والمكانة العالية بقولهن: «ألا نجاهد»، خاصة وأن المجاهد الذي يحمل الأرض والعرض لله ولا يبيع وطنه ولا دينه بشيء مهما كان، ويقتل في سبيل الله تعالى وهو يرفع راية وطنه عالية خفاقة في السماء يدخل الجنة بمجرد خروج الروح، وينتظر ما عند الله تعالى من جنات وحور عين ومنزلة عالية.
الحج والعمرة للسيدات جهاد لا قتال فيه
فسألت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها رسول الله ﷺ هل على النساء جهاد أجاب النبي ﷺ نعم جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة، وعن معنى الحديث الشريف يوضح الشيخ الشحات العزاوي من علماء الأزهر الشريف، أن الحديث الشريف يرد على طلب النساء بالانضمام ككتيبة بجيش المسلمين، بأن الحج المبرور للنساء بمنزلة الجهاد، وهو الجهاد الذي لا شوكة فيه، لأن عظمة هذا الدين أنه يراعي طبيعة كل إنسان، فيقربه لطريق الله سبحانه وتعالى من أنسب طريق يليق بإمكاناته التي خلقه الله تعالى عليها، فلا يكلف الإنسان ضد طبيعته، إذ أن للمرأة طبيعة خاصة كونها تتصف بالرقة والصيانة والحشمة وعلو المقام إضافة إلى أنها درة مصونة تقوم من أجلها الدنيا وتحرسها أنوف الرجال وتقام الحرب والمعركة من أجل امرأة.
مشاركة نساء المسلمين بغزوات الرسول الكريم
وأشار الشيخ الشحات العزاوي في حديثه بإذاعة القرآن الكريم، أنه على الرغم من ذلك فقد شاركت النساء المسلمات بالفعل بغزوات الرسول الكريم، ومن بين هؤلاء النساء من أصيبت مع رسول الله في المعارك مثل السيدة نسيبة بنت كعب الأنصاري رضي الله عنها، فكانت تخرج من نساء المسلمين مع الجيش في البداية مع الرسول ليسقين الجند ويداوين الجرحى، لكن ببعض المواقف وقفت نسيبة تدافع عن رسول الله ووقفت كعمود الخيمة تضرب المشركين، حتى لا يتعرضوا لجرحى المسلمين.